حافة الهاوية!
فجاة صارت منطقتنا مهددة بحرب جديدة، بعد أن قررت واشنطن عقوبات جديدة على إيران، استهدفت منعها من تصدير أي برميل من نفطها لإجبارها على إعادة التفاوض حول اتفاق نووى جديد، حيث ارتفعت أصوات المسئولين الإيرانيين بالتهديدات التي تضمنت غلق مضيق باب المندب والعودة إلى نشاط التخصيب، أي تصنيع قنبلتها الذرية..
وفى المقابل حشدت أمريكا في الخليج وقاعدتها في قطر قطعا من الأسلحة الكبيرة، وبررت ذلك بوجود معلومات استخباراتية حول اعتداءات إيرانية محتملة تطال المصالح الأمريكية، وهكذا أضحت منطقتنا تعيش الآن على حافة الهاوية، أي حافة الانزلاق إلى حرب إذا وقعت يصعب معرفة متى وكيف تنتهى.
والأغلب أن هذه الحالة لن تنتهى قريبا، في ظل إصرار إدارة ترامب على إحكام الحصار على إيران، لإجبارها على التسليم والعودة للتفاوض لإبرام اتفاق نووى جديد معها، يُحد أيضا من تدخلها في شئون العديد من دول المنطقة، وأيضًا في ظل اتجاه إيران للتصعيد رغم الصعوبات الاقتصادية الضخمة التي تواجهها بعد العقوبات الأمريكية الجديدة.
وإذا كان هناك من يخشى أن تنفجر حرب بين إيران وأمريكا في منطقتنا، فإن هناك كثيرين يشكون في ذلك، استنادا إلى أن كلا من أمريكا وإيران لا يرغب في توريط نفسه في مثل هذه الحرب التي ستضر بهما معا، خاصة وأن إيران لها خبرة طويلة في اقتياد الآخرين معها إلى حافة الهاوية، كما أن إدارة ترامب جربت دفع العلاقات مع كوريا الشمالية إلى حد حافة الهاوية، التي أعقبها ترتيب لقاء بين الرئيس الأمريكى وزعيم كوريا الشمالية.
وهنا علينا أن نكون يقظين لما يحدث في منطقتنا، لأن ذلك سيكون له تأثيره علينا وعلى الأوضاع في كثير من دولنا العربية، مثل اليمن وسوريا والعراق ولبنان، وربما السودان وليبيا أيضا، كما سيكون له تأثيره على أسعار النفط العالمية، وحركة الاستثمارات العالمية، وأيضًا حركة التجارة العالمية..
أي سوف تتسع التأثيرات علينا من السياسة إلى الاقتصاد، ويجب أن نكون جاهزين بكل الخيارات التي تتناسب مع كل الاحتمالات المختلفة للعيش على حافة الهاوية.