ضبط الأسواق.. كيف؟
في اجتماع مع عدد من الوزراء أمس وجه الرئيس بضرورة ضبط الأسواق.. وهذا توجيه مهم جدا، ويفيد أن أسواقنا تحتاج إلى ضبط بالفعل!
وفى البداية يتعين أن نفرق بين ضبط الأسواق وضبط الأسعار، التي لا يتم ضبطها إلا بوسائل غير مباشرة من خلال سياسات اقتصادية ونقدية تستهدف السيطرة على معدل التصخم، وذلك بعد أن تخلينا منذ عقود مضت عن التسعيرة الجبرية.. أما ضبط الأسواق فإنه يعنى أولا توفير السلع الضرورية فيها، وضمان سلامة وصلاحية هذه السلع، وتطهيرها من الاحتكارات، وتخليصها من مظاهر الفوضى المتمثلة في بيع السلعة الواحدة بأسعار متعددة ومختلفة في المتاجر المختلفة.
وهذا لا يحتاج إلى زيارات تفقدية من السادة المسؤولين للأسواق تنقلها محطات التليفزيون وتشيد بها الصحف، ولا تجدي لتحقيق هذا الانضباط في الأسواق.. كما لا تحتاج أيضا إلى حملات لشرطة التموين والتباهي بنتائج هذه الحملات تعود بعدها الأسواق لحالة عدم الانضباط فور مغادرة رجال الشرطة الأسواق..
وإنما يحتاج إلى عمل مستمر لا يتوقف؛ لإصلاح أوضاع أسواقنا، من خلال سياسات اقتصادية كاملة تستهدف زيادة منافذ التوزيع، ودعم جمعيات حماية المستهلك، وقبل ذلك كله تطهير أسواقنا من الاحتكارات التي أفسدتها وأحكمت سيطرتها عليها وسلبت الكثير من أموال ودخول المستهلكين وأرهقت أبناء الطبقة المتوسطة والفقيرة.
وبدون ذلك سوف يظل سيادة الرئيس يوجه الحكومة والسادة الوزراء، كما يفعل منذ أكثر من أربعة أعوام لضرورة وأهمية ضبط الأسواق، وهو التوجيه الأثير والدائم له.
