رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

شبابنا.. وكيف انتصرنا على إحباطات نكسة يونيو!؟


يأتي شهر رمضان ومعه الكثير من الذكريات التاريخية التي تخلق في ذاكرتنا وقلوبنا بهجة وفخرا بتاريخنا، على المستوى الديني فإنها تذكرنا بأول مواجهة بين المسلمين بقيادة سيدنا رسول الله وقريش بقيادة رؤوس الجاهلية والتخلف والكفر، وذلك في موقعة "بدر" التي انتصر فيها المسلمون بالرغم من قلة عددهم وتواضع أسلحتهم، وكان النصر إشارة من السماء بنصرة الحق على الباطل..


وتمر مئات السنين لتكون هناك موقعة أخرى في العاشر من رمضان، السادس من أكتوبر 73، معركة التحرير ورد الاعتبار ليس لمصر ولكن للأمة العربية بعد نكسة يونيو 67، معركة سجلها التاريخ بحروف من ذهب، ليس فقط لأنها حققت نصرا على العدو المغتصب، ولكن لأنه أول انتصار للعرب في العصر الحديث، في العدوان الثلاثي 1956 حققت مصر نصرا سياسيا مدويا أسقط عروش بريطانيا العظمى للابد، ولكن من الناحية العسكرية فإن العدوان الثلاثي احتل سيناء، وكانت له قوات في بورسعيد، وكان للمقاومة الشعبية الدور المهم في كسر شوكة الاحتلال حتى أُجبر على الانسحاب وهو يجر أذيال الخيبة والعار.

وفى كل عام أكتب وغيري مطالبين بالاهتمام بهذا النصر العظيم، خاصة أنه لا يزال عدد قليل ممن اشتركوا فيها سواء قادة خططت أو أبطال اشتبكوا مع العدو الصهيوني، ولكن هناك مشكلة لا أحد يحاول أن يقترب منها وهذا أمر يدهشني، فقدان الشباب الانتماء..

الشاب يفقد الانتماء عندما يفقد الأمل في الغد، في مستقبل أفضل، في قدرته على تحقيق حلمه في الحياة، ويقع الشاب في حيرة ماذا قدمت البلد له حتى يرد الجميل؟ لقد وصلت البلد لنا خربة وإن الاجيال السابقة لم تفعل شيئا أو تقدم شيئا للبلد أو للشباب، ومع غياب القدوة في معظم المجتمع، كل يجعل الشباب في حالة من اليأس والضيق والإحباط من كل شيء، وبالتالي يصل إلى مرحلة عدم القدرة على التفاعل مع الحياة ويعجز على العطاء مطلقا ويتجه إلى طرق مدمرة سواء المخدرات أو التحلل الأخلاقي، ومن يتمالك نفسه يجلس على المقهى أو الكافيه ولا يتعاطى شيئا! السؤال كيف يكون لدينا كنز يمكن أن يساهم في إخراج الشباب من الإحباط أو يكون أحد عناصر العلاج ولا استخدمه!؟

بعد نكسة أو هزيمة يونيو 67 مرت بمصر أصعب فترة في تاريخها الحديث، كان الحديث عن تحرير فلسطين وبيت المقدس ولكن الواقع أن الكيان الصهيوني على ضفاف قناة السويس بل أن وزير دفاع العدو أعلن أنه ينتظر على التليفون "جمال عبد الناصر" يعلن الاستسلام، كانت نكسة أسقطت الكثير من أحلام الأمة العربية عامة وأحلام الشباب خاصة، من يبدأ الدرس ماذا فعلت الدولة وماذا فعل الشباب؟

ماذا فعل الشباب في معركة رأس العش بعد أيام من النكسة؟ ماذا فعل أبطال الصاعقة في مواجهة العدو عندما حاول دخول بورفؤاد وتصدوا وكسروا شوكته ودمروا دباباته؟! ماذا فعل الشباب الضباط الشباب "عمر عز الدين" و"نبيل عبد الوهاب" ومعهم زملاؤهم لا تسعفني ذاكرتي لذكر أسمائهم، لقد دمروا ميناء إيلات أربع مرات، والشباب الذي دمر المدمرة إيلات الأكبر في السلاح البحري الصهيوني وعمليات القنص لجنود الأعداء وتدمير مواقع خلف خطوط العدو، ودفع الشباب أرواحهم في سبيل مصر..

وكان أيضا الشهيد "عبد المنعم رياض" رئيس الأركان أحد رموز العسكرية الأفذاذ، لا بد أن يعرف الشباب كيف كانت مصر تبني وجيشها يحارب، لابد أن يعرف الشباب كيف قفز من فوق الجراح وانصهر مع من يعرق في المصنع أو يسهر في المعمل، ومن يبذل في المدرسة والجامعة وتجاوز الجميع ليكتمل جهد الجميع بنصر العاشر من رمضان – السادس من أكتوبر73..

وما أدراكم ما حرب العاشر من رمضان، الانتصار المستحيل، قيل عن عبور القناة إنه مستحيل، والنصر مستحيل، إلا أن مصر برجالها وشبابها استطاعوا تحقيق المستحيل بالتخطيط والعلم والإيمان والإرادة الفولاذية، لماذا لا توضع خطة تشمل جميع مدارس وجامعات مصر وإدارة حوار مع الطلبة حول بطولات الجيش على لسان أبطالها الحقيقيين قبل أن يغادروا الحياة؟

مع العلم أن جميع المحافظات من أبنائها أبطال شاركوا في حروب مصر المختلفة، للأسف الغرب صنع من الوهم بطولات غذّى بها العالم من خلال السينما، وقدم الجندي الأمريكي على أنه سوبرمان والمخلص للعالم، ونحن لدينا آلاف من الملاحم البطولية للشباب في حرب الاستنزاف والعاشر من رمضان، السادس من أكتوبر 73..

شبابنا يحتاج أن نمد له يد العون لتخطي مرحلة نسعى فيها إلى تطهير الوطن من الإخوان المجرمين والخونة، مرحلة نقدم كل يوم شهداء في سيناء وفى كل مكان من أجل هؤلاء الشباب لكي يجد حياة آمنة، في مرحلة بناء جديد لغد جديد يليق بشبابنا، التاريخ ليس مجرد حكايات نتندر بها أو نحكيها للتسالي، وإنما هي دروس نتعلم منها، ونعرف معدن الشخصية الحقيقية للمصريين عند الشدائد.

في ذكرى انتصار مصر والعرب في العاشر من رمضان،السادس من أكتوبر، أهنّىء كل الأبطال الذين شاركوا فيها، وأدعو الله أن يرزقنا الشهادة لنكون مع الشهداء في هذه الحرب، وشهداء قواتنا المسلحة الذين يسقطون كل يوم لتطهير مصر من دنس الإرهاب الإخواني الداعشي السلفي..
وتحيا مصر بجيشها البطل.. تحيا مصر بنبل أبنائها الشهداء.. وتحيا مصر بعرق أبنائها البسطاء في كل مكان.



Advertisements
الجريدة الرسمية