لا تشكو الخالق للمخلوق
امرأة شابة تحمل على كتفيها طفلتين تتسول بهما، رجل يحمل تحاليل وأشعة وأسماء أدوية يطلب شراءها، عجوز تقول إنها لم تنجب تحتاج إلى المساعدة، طفل أو طفلة أصابه أو أصابها السرطان تخرج على الشاشات تشكو همها للناس وتطلب تبرعاتهم..
صورة بائسة لإحدى القرى غابت عنها معايير حياة آدمية، زوجة تشكو مشاكلها مع زوجها، زوج يشكو من الفقر وقلة الحيلة، فتاة تشكو حظها التعس بعد أن فاتها القطار، كل هذه المشاهد تمر على الواحد منا مرور الكرام، بعدما تعود كل منا على مثل هذه الوقائع التي تحمل الكثير من الهموم والأوجاع، ولكن ما الحيلة؟!
في أحد أيام الحر الشديد وأثناء ركوب المترو اقتحمت العربة سيدة يبدو عليها التعب الشديد، تحمل بين يديها روشتة طبية يبدو أنها تحتاج إلى صرفها وراحت تلهب المشاعر وتستحث الناس على الوقوف بجوارها إلا أن أحدا لم يأبه لها سوى أحد الجالسين الذي يبدو أنه تعاطف معها، وأخذ منها الروشتة وطلب منها الذهاب إلى أحد المستشفيات حتى تصرف العلاج..
لكن يبدو أنها لم تصدق ما كان من الرجل فراحت تبحث عن متعاطف، هنا وقف الرجل متململا وطلب منها الذهاب إلى حيث قال لها، وأخذ يتمتم بكلمات معناها أن الصحة والمرض والفقر والغنى والسعادة والشقاء كلها أمور بيد الله الواحد القهار، ولا ينبغي لأحد من الخلق أن يشكو من خالقه، وأن عليه التوجه إلى الله مباشرة بالدعاء فهو وحده القادر على كشف الكروب وتفريج الهموم، وهو وحده قادر على كل شيء.