رئيس التحرير
عصام كامل

فما ظنكم برب العالمين


جلست في المترو أفكر في أمر ما يشغلني، إلا أن الأصوات حولي أجبرتني على الإنصات لها، بل والاهتمام بما يقوله الآخرون، إذ تحدثت إحدى السيدات عن أبنائها الذين هجروها إلى وظائفهم وحيواتهم ومتطلبات بيوتهم، غير عابئين لأمرها، بينما راح رجل يشكو الفقر والديون والجمعيات التي أثقلت كاهله..


خصوصا أنه أب لثلاث بنات يحتجن إلى الكثير من الطلبات والتجهيز، ويبدو أنه قد فاض به الكيل من كثرة الطلبات، فراح يتحدث عن زيجته التي لم تتكلف شيئا بحسب قوله، وراح يذكر عدم مغالاة الناس في الطلبات فيما سبق، بينما راح آخر يذكر مشاجراته مع زوجته، وطلباتها التي لا تنتهي وتشتته وحيرته في أمرها، هل يطلقها ويريح دماغه وأعصابه أم يبقِي عليها من أجل الأولاد ولمة العيلة..

وراح كل واحد من الجالسين يدلي بدلوه ما بين متشائم ومتفائل ومتذبذب، إلا أنني وجدتني أسرح في خيالي، وأتذكر حالي بعد عشرات السنين: هل سيصيبني ما أصاب هؤلاء أم أن لكل واحد منا قدرا معلوما، ولكل فرد منا حكاية تخصه وحده، لا تتعداه إلى غيره قد تتشابه في المضمون، لكنها  قد تختلف في النهايات..

وللهرب بعيدا عن مثل هذه الأمور وجدتني افتح كتاب الله لأفاجأ بقول الله تعالى: "فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ" ساعتها توقف عقلي عن التفكير، وسكنت روحي، ودعوت الله أن يلطف بنا فيما تجري به المقادير!

الجريدة الرسمية