رئيس التحرير
عصام كامل

تقصير إعلامي كبير!


هذه الغفلة الإعلامية الكبيرة تتمثل في الطريقة التي تناول بها الإعلام المصري أهم مشروع في حياة المصريين، وهو مشروع أنفاق قناة السويس التي تربط سيناء بالوادي وبالوطن الأم.. فرغم الأهمية الكبيرة للمشروع فإن الإعلام تعامل معه وكأنه مجرد مشروع عادي، مثل مشروعات شق طريق أو إقامة كوبري.. احتفاء الإعلام بمشروع الأنفاق الشديد الأهمية جاء باهتا ومحدودا وقصيرا.. بل يمكن القول إنه لم يكن هناك احتفاء إعلاميا أصلا..


لقد بقينا سنوات طويلة ننعي إهمال ربط سيناء بالوطن الأم ونلح في الطلب بالإسراع في تحقيق ذلك.. وندعو إلى ضرورة الاهتمام بتنمية سيناء، باعتبار أن ذلك يمثل أفضل حماية لها من الأطماع الأجنبية.. وعندما بدأ يتحقق ذلك فعلا بعد طول مطالبة تعاملنا مع الأمر وكأنه حدث عادي..

اكتفى الإعلام بتغطية افتتاح نفقي الإسماعيلية بحضور رئيس الجمهورية، حتى التشغيل التجريبي للأنفاق مر عليه اعلامنا مرور الكرام، أو بقدر من الاهتمام يقل عن اهتمام الاعلام بمد مترو الأنفاق بضعة محطات، أو تفتيش وزير النقل على محطة مصر أو الإسكندرية..

إنه شيء مخجل بالفعل لإعلامنا، الذي ارتكب جريمة التقصير بشكل صارخ وفج في حق سيناء وأهلها وآلاف العاملين المصريين، الذين شقوا هذه الأنفاق وربطوا سيناء لأول مرة في تاريخ مصر بالوطن الأم بوشائج قوية، واختصروا العبور إليها من عدة ساعات إلى بضعة دقائق قليلة، وهو ما يمثل لنا أهمية استراتيجية وعسكرية وأمنية واقتصادية، وأيضا اجتماعية كبيرة، سوف تتوالى نتائجها وآثارها بمرور الوقت.

ويجب أن يكفر إعلامنا عن هذا التقصير الذي يسيء إليه أساسا بمراجعة نفسه، ومنح هذا المشروع الكبير والخطير الاهتمام الذي يستحقه، حتى نستطيع القول إن إعلامنا استعاد مهنيته المفقودة.
الجريدة الرسمية