رئيس التحرير
عصام كامل

قليل من الدقة زملائي الصحفيين!


مازلنا نحن في الصحافة والإعلام نفتقد الحد الأدنى من الدقة الذي ينبغي أن نلتزم به في عملنا، وتلزمنا به القواعد المهنية، ومواثيق الشرف الصحفية والإعلامية.


أقول ذلك وأمامي مثالان صارخان لذلك.. الأول يتعلق بما تم نشره وترويجه منسوبا لمسئول في البنك الدولي بخصوص الفقر والفقراء في مصر، والذي ادعى فيه وأكد ارتفاع نسبة الفقراء لدينا في السنوات الأربع الأخيرة إلى الضعف تقريبا، لتصل إلى ٦٠ في المئة من المصريين..

ولم يكلف أحد من الزملاء الصحفيين الذين انطلقوا يعلقون على ذلك وينددون به أنفسهم مراجعة نص الكلام المنسوب لهذا المسئول للبنك الدولي الذي كان في زيارة لمصر وقتها.. بينما لو قاموا بذلك كما فعل ذلك الدكتور "زياد بهاء الدين" لتأكدوا أنه لم يقل ذلك، وإنما أشار فقط إلى أن ٦٠ في المئة من المصريين مهددون بالفقر، نتيجة ما يتعرضون له من ضغوط اقتصادية..

وبالطبع ثمة فارق بين أنهم قد صاروا فقراء بالفعل، وبين أنهم مهددون بالفقر!.. وحتى بعد أن قام الدكتور "زياد بهاء الدين" بتصحيح ذلك، لم يكلف أحد نفسه بالتوقف عن ترويج الكلام الخاطئ المنسوب لمسئول البنك الدولي، ولا نقول الاعتذار عن ذلك!

أما المثال الثاني الصارخ لافتقاد الدقة صحفيا وإعلاميا، فهو ما نشر تحت عنوان: "ترامب يطالب بتمديد فترة رئاسته عامين"، وهو الخبر الذي حاز في غضون ساعات قليلة بعد نشره على كمية هائلة من التعليقات والتحليلات ذات الاتجاهات المختلفة، رغم أنه لو كلّف أحد نفسه قراءة ما جاء بمتن الخبر المنشور سوف يكتشف أن ترامب لم يطلب ذلك، بل على العكس علق على طلب أحد الأمريكيين بذلك باستحالة تحقيقه..

فهو قال في تغريدته نصا: "على الرغم من النجاحات الهائلة التي حققتها كرئيس للولايات المتحدة بما في ذلك أعظم اقتصاد في العالم، وأنجح سنتين في تاريخ الرؤساء على الإطلاق، فقد سرقوا سنتين من فترة رئاستي لا يمكن أن تعودا!" 

وهكذا نحن مازال ينقصنا الدقة أيها الزملاء في مهنة البحث عن الحقيقة، وهذا لا ينتقص من مصداقيتنا فقط، وإنما يهدد مهنتنا الجليلة.. وآن الأوان أن نراجع أنفسنا قليلا.
الجريدة الرسمية