ورحلت محسنة توفيق.. بهية عليها الكلمة والمعنى (بروفايل)
بعد رحلة عمرها ثمانون عامًا توقف قلب "بهية" عن النبض.. رحلت الفنانة الكبيرة محسنة توفيق التي جسدت مصر صوتا وصورة على هيئة امرأة مناضلة تصرخ في قومها بعد الهزيمة ألا يستسلموا: "هنحارب هنحارب".
غادرت محسنة توفيق في هدوء تام، بعد رحلة طويلة من العطاء، قدمت خلالها أدوارًا ستبقى محفورة في وجدان المصريين إلى الأبد، أهمها وأشهرها وأجملها على الإطلاق دور "بهية" في فيلم "العصفور" مع المخرج الراحل يوسف شاهين، والتي كتب لها الشاعر الفاجومي الراحل أحمد فؤاد نجم قصيدته الخالدة "مصر ياما يا بهية": "عن أرض سمرا وقمرا.. وضفة ونهر ومراكب.. ورفاق مسيرة عسيرة وصورة حشد ومواكب.. في عيون صبية بهية عليها الكلمة والمعنى.. مصر ياما يا بهية يام طرحة وجلابية"، وغناها رفيقه الشيخ إمام عيسى.
كانت الفنانة القديرة بالأساس لديها ميول وانتماءات سياسية يسارية، وكل من شاهد محسنة توفيق في دور "بهية" يستشعر ذلك في نبرة صوتها وأحاسيسها المفعمة بالوطنية.
بعد رائعة "العصفور" عام 1972 تعاونت محسنة توفيق مع يوسف شاهين في تجربتين آخريين وهي "إسكندرية.. ليه" عام 1978، ثم "وداعا بونابرت" في العام 1985.
على صعيد التليفزيون من ينسى "أنيسة البدري" في رائعة "ليالي الحلمية"، ودورها في مسلسل "الوسية"، وصفية زغلول في "أم كلثوم" ولها أعمال كثيرة أخرى من بينها "الشوارع الخلفية"، وغيرها.
الفنانة الكبيرة من مواليد العام 1939، وحاصلة على بكالوريوس الزراعة عام 1968، وهي شقيقة الإذاعية الكبيرة فضيلة توفيق الشهيرة بـ"أبلة فضيلة".
آخر ظهور للفنانة القديرة كان في شهر فبراير الماضي من خلال تكريمها من مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، ووقتها لم تتمالك دموعها وقالت في تواضع جم: "التكريم للناس مش ليا.. واللى عملوني كبيرة هما الناس لما حبوني بقيت قيمة لكن لوحدي مليش قيمة".