الغذاء.. دواء في رمضان (4)
تكلمنا فيما سبق عن العادات الخاطئة العشر لتناول الطعام في رمضان والتي يجب تجنبها خاصة مرضى السكر والسمنة، كما تكلمنا عن مكونات الطبق الرمضاني الصحي في الإفطار والسحور، واليوم نتحدث عن طرق خفض الوزن خلال رمضان، والنصائح التي يجب على مرضى السكر اتباعها.
طرق خفض الوزن خلال رمضان:
شهر رمضان فرصة ذهبية لخفض الوزن ما بين ٢-٤ (٦-١٠ أرطال) كيلوجرامات أو بمعدل نصف إلى ١ كيلو جرام (رطل إلى اثنين رطل) كل أسبوع ولتحقيق ذلك عليك بالآتي:
١ـ اتباع النظام الغذائي السابق شرحه مع خفض النشويات والسكريات مع زيادة نسبة البروتينات الحيوانية والنباتية كما سبق.
٢ـ الصلاة وحدها مع التراويح مع سرعة المشي للمسجد تحرق يوميا ما بين ٣٠٠-٤٠٠ سعر حراري.
٣ـ التوقف عن أكل الحلويات المحملة بالسكر واستبدالها بكمية بسيطة من الفاكهة الطازجة.
٤ـ النوم المعتدل ما بين ٧ـ٨ ساعات يوميا
٥- الإكثار من شرب الماء بدلا من العصائر والمشروبات الغازية والمشروبات المحتوية على الكافيين.
٦ـ ممارسة الرياضة السابق ذكرها يوميا لمدة ٣٠ دقيقة بين الإفطار والسحور مقسمة إلى فترات قصيرة ما بين ١٠-١٥ دقيقة في كل مرة.
نصائح هامة لمرضى السكر في رمضان، برجاء ألاّ تصوم قبل قراءتها:
إذا كنت مريضا بالسكر أو تعرف أحدا يعاني من مرض السكر من الأهل أو الأصدقاء فبرجاء مشاركته هذا النصائح المهمة والتي نتمنى أن تساهم في خفض مضاعفات السكر في رمضان. ولأهمية الأمر يكفي أن تعرف أن الأبحاث الطبية أشارت إلى ارتفاع نسبة انخفاضات السكر الحادة في المرضى إلى ٥-٧ أضعاف ما قبل رمضان وارتفاعات السكر الحادة إلى ٣-٥ أضعاف مع ارتفاع نسبة حالات غيبوبة السكر. كذلك فإن معظم مرضى السكر يقدمون على الصيام بدون استشارة الطبيب أو اتخاذ الاحتياطات اللازمة مما قد يؤدي إلى المضاعفات الشديدة.
لذا فإن الفيدرالية الدولية للسكر مع التحالف الدولي لخبراء السكر في رمضان وبعد استشارة دار الإفتاء المصرية قد قسمت مرضى السكر إلى ثلاثة فئات تختلف النصيحة لهم حسب الحالة المرضية ورمزت لهم بأضواء إشارات المرور الثلاثة الأحمر والأصفر والأخضر:
المجموعة الأولى (الضوء الأحمر): والتي يجب التنبيه عليها بعدم صيام رمضان والإصرار عليه لشدة الخطورة واستبداله بإطعام المساكين كما هو مرخص شرعا:
١ـ من أصيب بنوبات انخفاض حادة في السكر استدعت الدخل في خلال الشهور الثلاثة السابقة لرمضان.
٢ـ من أصيب بغيبوبة ارتفاع السكر والمعروفة للعامة بارتفاع الأسيتون في الدم في خلال الشهور الثلاثة السابقة لرمضان.
٣ـ من أصيب بالارتفاع الحاد للسكر مع ازدياد المعادل الأزموزي للدم (عادة ما يحدث عند ارتفاع السكر في مرضى النوع الثاني للسكر إلى أعلى من ٥٠٠ مجم/مل) قبل رمضان.
٤- المعانون من تكرار انخفاض السكر
٥- المرضى الذين لا يشعرون بأعراض انخفاض السكر عند الانخفاض الشديد للسكر
٦- المرضى الذين يعانون من عدم انتظام السكر في الدم بالعلاج ويظهر ذلك بارتفاع نسبة تخزين السكر والمعروفة باسم A1C. لاحظ أن المعدل الأمثل لهذه النسبة هو أقل من ٧٪.
٧ـ الحوامل ممن تم تشخيص إصابتهم بالسكر أثناء أو قبل الحمل والذين يعالجون بالأنسولين.
٨- مرضى الفشل الكلوي المصاحب للسكر.
٩- المصابون بمضاعفات السكر على شرايين القلب والدماغ والأطراف والذين لم تستقر حالتهم المرضية.
١٠ـ كبار السن ممن يعانون من اعتلال الصحة بشكل عام.
ولقد أوضحت دار الإفتاء المصرية أن رفض نصيحة الطبيب والإصرار على الصيام في هذه المجموعة يعتبر القاءًا بالنفس إلى التهلكة ويعتبر فاعلها آثم إذا لم يستمع للنصيحة وأصر على الصيام.
المجموعة الثانية (الضوء الأصفر): والتي يجب عليها عدم الصيام أيضا لشدة الخطورة والاستماع لنصيحة الطبيب بعدم الصيام.
١ـ مرضى السكر من النوع الأول والمعالجون بالأنسولين.
٢ـ مرضي السكر من النوع الثاني المعالجون بالأنسولين.
٣ـ مرضى السكر من النوع الثاني والذين يعانون من عدم انتظام معدل السكر بالدم.
٤- الحوامل ممن يعالجون بالنظام الغذائي أو الحبوب المخفضة للسكر.
٥ـ مرضى السكر المصابين بمبادئ اختلال وظيفة الكلي والتي لم تصل لمرحلة الفشل الكلوي.
٦ـ المصابون بمضاعفات السكر على شرايين القلب والدماغ والأطراف والذين استقرت حالتهم المرضية.
٧ـ المصابون بمرض السكر مع أمراض أخرى مزمنة أو حادة.
٨ـ مرضى السكر الذين يقومون بعمل يدوي شاق.
٩- مرضى السكر المعالجين بأدوية أخرى تؤثر على الوعي والانتباه والتركيز ووظائف المخ.
إذا أصرت هذه المجموعة على الصيام فيجب اتخاذ الاحتياطات التالية بكل حزم.
١ـ يجب الثقيف عن طريق أخصائي في مرض السكر وبصورة واضحة عن طبيعة مرض السكر وخطورة مضاعفاته أثناء الصيام.
٢ـ يجب المتابعة مع متخصص في مجال السكر بصورة دورية ومتكررة أثناء الصيام.
٣ـ يجب فحص نسبة السكر بالدم عدة مرات يوميًاً خاصة قبل الإفطار وبعد الإفطار وأثناء فترة الصيام.
٤ـ يجب تعديل جرعات الأدوية المستخدمة لعلاج السكر خاصة الأنسولين وبعض الأدوية الشائعة والتي قد تخفض السكر بصورة حادة.
٥- يجب الاستعداد الفوري لكسر الصيام عند حدوث أي من المضاعفات الحادة كانخفاض السكر عن نسبة ٧٠ مجم/مل أو ارتفاعه عن نسبة ٣٠٠ مجم/مل.
٦ـ يجب الاستعداد لوقف الصيام تماما إذا تكرر انخفاض أو ارتفاع السكر عن النسب المذكورة أو حدث تدهور في أي من الأمراض الناتجة عن مرض السكر أو المصاحبة له.
يصر الكثيرون على مواصلة الصيام رغم هذه المشكلات الصحية اعتقادًا منهم بمرضاة الله بازدياد المشقة أو فخرًا بالقدرة على الصيام وقد أوضح علماء دار الأفتاء المصرية بخطأ هؤلاء في ما يعتقدون، فالله سبحانه وتعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى فرائضه، كما قال الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم، وأنهم قد يرتكبون معصية بأضرار النفس والبدن الذي أمر الله بالحفاظ عليهما.
المجموعة الثالثة (الضوء الأخضر): يمكنها الصوم بعد مراجعة الطبيب والاستماع إلى النصيحة الطبية إذا طلب منها عدم الصيام وحسب قدرة المريض على تحمل الصيام.
١ـ مرضى السكر من النوع الثاني ممن انتظم مرضهم تماما على العلاج بالغذاء والرياضة أو دواء الميتفورمين (سيدوفاج أو جلوكوفاج) فقط أو بعض الأدوية الأخرى التي لا تسبب انخفاض حاد للسكر في الدم.
٢ـ مرضى السكر المعالجون بالحبوب السابقة مع الأنسولين ممتد المفعول ممن استقر علاج السكر لديهم تماما.
وفي جميع الأحوال يجب اتباع نفس الاحتياطات السابقة لمنع الضرر خاصة استشارة متخصص في السكر قبل وأثناء الصيام.
ونود أن نذكر القراء بما قاله علماء دار الإفتاء المصرية:
١ـ إذا أحس المريض بان ليس لديه الطاقة على صيام رمضان لطول اليوم والمشقة ولكن أحس بطاقته على الصيام متتاليا أو متفرقا في أي وقت آخر من السنة كأشهر الشتاء مثلا فيمكنه فعل ذلك تطبيقا لقول الله عز وجل "ومن كان منكم مريضا أو على سفر فَعِدَّة من أيام أخر".
٢ـ إذا كان المريض يتابع مرضه مع طبيب غير مسلم فسماع نصيحته هذا الطبيب توازي سماع نصيحة الطبيب المسلم.
٣ـ نصيحة الطبيب هي رخصة من الله للمريض وللطبيب الأجر في جميع الحالات بإعطاء النصح للحفاظ على الأنفس والأبدان من التهلكة.