رئيس التحرير
عصام كامل

رمضان كريم!


اعتدنا أن نقول دوما مع قدوم شهر الصيام لبعضنا البعض تلك العبارة الشهيرة: (رمضان كريم).. ربما لأننا ننفق أكثر في شهر الصيام، خاصة على الطعام، وربما لأننا اعتدنا إقامة موائد الرحمن في هذا الشهر، وربما أيضا لأننا نخص هذا الشهر بأعمال الخير، خاصة الصدقات والتبرعات، بل لعّلنا لا نتذكر هذه الأعمال إلا في هذا الشهر مثلما نتذكر أيضا المواظبة على العبادات، وخاصة الصلاة!


وهكذا إذا كان شهر رمضان هو عنوان لتغير في السلوك العام لنا على هذا النحو في المجتمع، فلماذا لا يكون هذا الشهر بداية لتغير في نهجنا السياسي بشكل خاص.. أي يكون بداية لنهج جديد في تناول أمورنا وقضايانا السياسية، خاصة ما يتعلق بمسار الإعلام والصحافة، ومسار حياتنا السياسية والحزبية، وأيضًا مسار الحوار المجتمعى الذي يتعين ألا ينقطع في المجتمع ويظل مستمرا، لأنه ليس مرهونا فقط بتعديلات دستورية أو إصلاحات اقتصادية، وكذلك مسار مستقبلنا السياسي الذي يتجاوز عام ٢٠٣٠، وهو عام ليس ببعيد.

نحن نحتاج لتغيير حقيقى واضح وملموس في طريقة اختيارنا للقيادات في شتى المجالات والمؤسسات، ونحتاج لعلاقة جديدة بين الحكم والمعارضة الوطنية، ونحتاج أيضا لاهتمام أكبر لتحقيق العدل الاجتماعى في البلاد، ونحتاج كذلك مع الاهتمام بمحاربة الفقر ودعم الفقراء تقديم العون أيضا لأبناء الطبقة المتوسطة، وهو ما يقتضى تطويرا لسياستنا الاقتصادية، خاصة وأن اتفاقنا مع صندوق النقد الدولى سوف ينتهى بعد أسابيع قليلة.

إننا ما زلنا مستهدفين من قبل من يتآمرون علينا، وفى مقدمتهم الإخوان الأشرار، ويجب أن نحافظ على أكبر درجة من التماسك الوطنى، وسوف نظفر بذلك إذا ظفرنا بنهج سياسي جديد، نهج يتسع صدره لجميع المصريين المحبين لوطنهم، الحريصين على أمنه واستقلاله، والراغبين في أن تكون دولتهم دولة عصرية ديمقراطية قوية حديثة.
الجريدة الرسمية