إيران والإخوان!
أن يفاجأ البعض بموقف إيران الرافض لاعتبار واشنطن الإخوان جماعة إرهابية أمر يدعو للمفاجأة!.. فهؤلاء لا يعرفون شيئا عن علاقة الإخوان بإيران، ولا عن علاقة إيران بجماعات وتنظيمات الإسلام السياسي والتنظيمات الإرهابية!.. ويتجاهلون احتضان إيران للعديد من الكوادر والقيادات الإرهابية وتوفير ملاذ آمن لهم، ومنهم مصريون ويتناسون أن إيران هي الدولة الوحيدة التي احتفت وكرمت قاتل الرئيس الأسبق أنور السادات!
إن الإخوان تربطهم منذ سنوات علاقات قوية، توجت بزيارة مرسي إلى طهران وزيارة الرئيس الإيراني السابق إلى القاهرة، والتي ارتبط بها فتح باب السياحة الإيرانية إلى مصر.
ولا شىء يدعو للعجب من ارتباط إيران الشيعية بجماعة الإخوان التي تتنمى للسنة، من الجانبين.. فمن جانب الإخوان القضية ليست صراعا سنيا شيعيا وإنما سعيا لإقامة دولة الخلافة الإسلامية التي يسيطرون عليها، بعد التحكم في العديد من البلاد العربية والإسلامية، وبالطبع هم يرحبون بأى دعم ومساعدة من قبل أي دولة، مثلما فعلوا مع بريطانيا ومن بعدها أمريكا..
أما إيران فانها لا تسعى إلى نشر المذهب الشيعى في العالم الإسلامى، وإنما تسعى أساسا لإقامة إمبراطورية فارسية، أو إعادة إحياء الإمبراطورية الفارسية القديمة على أطلال العديد من الدول العربية والإسلامية، وهى ترى أنها يمكنها الاستفادة في تحقيق ذلك بجماعة الإخوان بما تنتهجه من مخططات كلها تصب في خانة أضعاف الدولة الوطنية في العالم العربى والإسلامي، وهو ما يساعد إيران على تحقيق حلمها ومشروعها الفارسي..
أما من يريد صبغ الأمر بأنه صراع بين الشيعة والسنة فهى الولايات المتحدة الأمريكية، دعما لإسرائيل، ومعها بعض الغافلين من العرب، والذين رغم اكتشافهم تآمر الإخوان عليهم، لم يبرحوا مربع الدولة الدينية أيضا.