رئيس التحرير
عصام كامل

قهر الرجال.. احتجاز جثمان طفل مصري داخل مستشفى بالسعودية

فيتو

سافر الأب بصحبة زوجته إلى المملكة العربية السعودية، حلم الشاب الصيدلى بتكوين مستقبله، وتوفير حياة كريمة له ولأسرته الصغيرة بعدما رزقه الله بطفل أسماه "يزن".


وسط رحلة الأمل تعثر الأب محمد عبدالرازق، والذي يعمل صيدلى بسبب إغلاق الشركة التي يعمل بها في العاصمة "الرياض"، وعدم تقاضيه راتبه الشهري لمدة 3 أشهر، الأمر الذي دفعه للسفر إلى جدة لإجراء مقابلة عمل على أمل الحصول على فرصة عمل جديدة، تاركا زوجته التي تمتهن نفس مهنته –صيدلى- لكنها لا تعمل، وبصحبتها طفله يزن.

خلال تواجد عبدالرازق في جدة للبحث عن مصدر رزق جديد، هاتفته الزوجة تخبرها بتدهور حالة طفله الصحية وفشلها في معالجته بأدوية تقليدية من واقع خبرتها المهنية.

طالبها الزوج بالذهاب إلى مستشفى لإنقاذ يزن، ومع غياب مظلة تأمين صحى سارية بسبب ترك الأب لوظفيته، رفضت المستشفيات هناك استقبال يزن الذي يصارع الموت، حتى وافقت مستشفى تسمى "رعاية الرياض" على استقباله بعد توقيع أحد أصدقاء الأب ضمانات بسداد أي مبالغ مالية، بعدها تم احتجاز الطفل في الرعاية المركزة، لتبدأ رحلة الأمل التي انتهت بالفاجعة.


عقب دخول يزن إلى الرعاية اكتشف الأطباء إصابته بميكروب في المخ تسبب في ضمور الرئة، وأخذت فاتورة العلاج في التصاعد حتى وصلت إلى 66 ألف ريـال في أول خمسة أيام من دخوله الرعاية المركزة.

بعد فترة ليست كبيرة ارتفعت فاتورة الحساب إلى أرقام خيالية مما أجبر الأب والأم، على بيع ما يملكون من حطام الحياة، واستغاثة الأم بوالدها في مصر لمساعدتها وزوجها في فاتورة علاج طفلها، بعدما ظلت تلاحقهما المستشفى بالمطالبة يوميا.

بالفعل تم سداد دفعة من الحساب 50.000 ألف ريـال للاستمرار في علاج الطفل على أمل إنقاذ حياته، أيام بسيطة وحالة الطفل من سيئ إلى أسوأ، والفاتورة في تزايد وبعد نفاد حيل الأب طرحت
 عليه فكرة تسفير نجله إلى مصر لاستكمال العلاج.


تم إبلاغ السفارة وقام المستشار الطبى دكتور. عمرو قنديل، بزيارة الطفل وأيد فكرة نقله إلى مصر لاستكمال العلاج على نفقة الدولة، لكن يزن كان قد فارق الحياة قبل الشروع في إجراءات النقل.

الصدمة الجديدة للأب الذي فقد حلمه، والأم الثكلى، جاءت عند محاولة استلام جثمان نجلهما، الأمر الذي رفضته إدارة المستشفى وطالبتهما بسداد مبلغ 174 ألف ريـال.

وفى ظل حالة العوز وعدم توافر أموال تمكنه من استلام جثمان نجله ليواريه الثرى، اضطر الأب إلى توقيع أوراق يتعهد فيها هو وصديق ضامن له بسداد جميع المستحقات، في تطبيق عملى لعبارة "موت وخراب ديار".

المحامى أمير فريد، المعروف بنشاطه الاجتماعى وسط صفوف الجالية المصرية بالسعودية، والذي نقل تفاصيل الواقعة لـ"فيتو"، قال إنه عايش الحدث مع والد الطفل، معبرا عن مدى مرارة الإحساس بقهر الرجال الذي انتاب الصيدلى والد الطفل المتوفى، مشيرا في ذات السياق إلى تبنى أصحاب قلوب رحيمة فكرة سداد المبلغ المستحق لإنقاذ والد يزن، وأن فاعل خير رفض الكشف عن اسمه قام بسداد مديونية استلام جثمان الطفل الذي غادر الدنيا إلى خالقه، تاركا جرحا غائرا لن يفارق قلب أمه وأبيه.
الجريدة الرسمية