حماة الإخوان في أمريكا!
ليس الديمقراطيون فقط هم الذين يعارضون اعتبار الإخوان جماعة إرهابية، هناك أيضا عدد من الجمهوريين.. والأكثر من ذلك هناك عدد من المؤسسات الأمريكية لا تحبذ أن يقوم ترامب بذلك، وفى مقدمتها البنتاجون والمخابرات المركزية الأمريكية.. وفى المقابل لا يؤيد رغبة ترامب في اعتبار الإخوان جماعة إرهابية على غرار ما فعل مؤخرا مع الحرس الثورى الإيراني ومن قبل مع حزب الله اللبنانى سوى وزير خارجيته ومستشاره للأمن القومى.
وهذه المؤسسات الأمريكية تعارض هذا الأمر لعدة أسباب، من بينها أن الإخوان لا يوجدون في مصر وحدها، وإنما هم موجودون في عدد من الدول العربية مثل تونس والمغرب والسودان وليبيا وسوريا وقطر والأردن وأيضًا الكويت، ويشاركون في العملية السياسية، بل والحكم..
وأيضًا موجودون في دول أخرى غير عربية سياسيا مثل إندونيسيا وتركيا، ومتواجدون من خلال منظمات المجتمع المدنى والمؤسسات الاجتماعية والاقتصادية في العديد من الدول الأفريقية.. ولذلك ترى هذه المؤسسات الأمريكية أن اعتبار الإخوان جماعة إرهابية وبالتالى فرض عقوبات عليها سوف يخلق لأمريكا مشكلة كبيرة، خاصة مع الدول التي يوجدون فيها سياسيا ويشاركون في الحكم بها مثل تونس والمغرب والأردن والكويت، وسوف تزداد هذه المشكلة أكثر مع الدول الراعية للإخوان والداعمة لهم مثل تركيا وقطر.
كما الإخوان موجودون بقوة اقتصاديا واجتماعيا أيضا في عدد من الدول الأوروبية ابرزها ألمانيا وبريطانيا ولتنظيمهم الدولى استثمارات وأنشطة اقتصادية كبيرة، وأخرى اجتماعية وإعلامية من خلال الجمعيات ومنظمات المجتمع المدنى والمؤسسات الإعلامية.. وبالتالى سوف تمتد المشكلة إلى الحلفاء الأوربيين لأمريكا بعد اعتماد واشنطن الإخوان جماعة إرهابية.
بل إن للإخوان منظمات لهم تعمل داخل أمريكا ذاتها بعضها معروف ومرصود والبعض الآخر غير مرصود أمنيا، أبرزها ثمانية منظمات معروفة، وإذا تم اعتماد الإخوان في أمريكا جماعة إرهابية سوف يقتضى ذلك عملا كبيرا لحصر هذه المنظمات وهذه الأنشطة وإيقافها.
وهكذا يضع المعارضون لرغبة ترامب التي أفصح عنها قبل دخوله البيت الأبيض في اعتبار الإخوان جماعة إرهابية العراقيل العديدة والمحاذية الكثيرة أمامها حتى لا يتخذ هذا القرار.. فهم يَرَوْن أن أمريكا استفادت كثيرا في استخدام الإخوان في محاربة الاتحاد السوفيتى، خاصة في أفغانستان، وفى السيطرة على منطقة الشرق الأوسط، وأيضًا في حماية إسرائيل من خلال إضعاف الدول العربية، بإنهاكها بما يقوم به الإخوان فيها.
وهنا نتبين أن اتخاذ أمريكا قرارا بهذا الشأن ليس سهلا، واحتمالات إجهاضه من قبل المعارضين قائمة.. أما إذا تمسك ترامب به ليؤكد تنفيذه لوعوده الانتخابية كما فعل مع إيران ومع إسرائيل، فقد يتمخض الأمر في أحسن الأحوال على صدور قرار انتقائى ومحدد بخصوص الإخوان.. أي يعتبر بعض مؤسساتها في بعض الدول تحديدا في مقدمتها مصر جماعة إرهابية، بينما يستثنى إخوان العديد من الدول العربية والدول الأفريقية والآسيوية والأوروبية.
