توسلات أم الرئيس
الحاجة "هدية محمد زين" والدة الرئيس المخلوع "عمر البشير" طلبت من المجلس العسكري بالسودان زيارة ابنها الذي كان رئيسا للبلاد، بعدما كانت تقدم إليه استغاثات الملهوفين والمسجونين والمعتقلين لينظر ماذا يرى فيها؟
توسلت أم الرئيس إلى المجلس أن ترى ابنها، وهو الطلب الذي لم يبت فيه حتى حينه، خشية تسرب الموقع الذي يحبس فيه الرئيس السابق، دفع محاميها إلى القول: قد نتقدم بطلب رسمي لزيارته!!
حتى أيام قليلة كان "البشير" يمسك بعصاه ويتراقص بها وسط حشود ممن تصور أنهم أتباعه، التقطته الكاميرات وهو يصول ويجول، ويتحدث عن حوار وطني شامل، وبثت الصحف الموالية له قرارات صادرة عنه، واحتفت بها.. كان المشهد العام لا يوحي أبدا بالسقوط، في حين كان للثوار رأي آخر عندما قالوا قولتهم وأصروا عليها: لا بد أن يسقط النظام، وفعلا سقط اللا نظام، وبدأ الأشقاء في السودان بناء نظام جديد، يخلو تماما من صور الزعيم الملهم.
أم الرئيس التي تتوسل اليوم، ربما كانت حتى وقت قريب مقصدا لمن أراد التوسل أو الرجاء، وربما كانت صاحبة كلمة في رفع الظلم عن المظلومين، أو كانت هدفا لكل من أراد الاقتراب من السلطة، أو نيل حظه منها، أو أن يصبح ذا شأن بالقرب من الرئيس، من كانوا أصحاب سلطة بالأمس أصبحوا متوسلين اليوم إلى سلطة جديدة يديرها الشعب، ويصوب بوصلتها، ويتحكم فيها، وربما يكون قراره كريما بالموافقة على زيارة الأم إلى الابن الحبيس.