رئيس التحرير
عصام كامل

المصريون يكتبون تاريخًا جديدًا!


ولا عجب أن يكتب المصريون التاريخ من جديد كعادتهم.. فقد خرجوا بحرية ونزاهة دون وصاية من أحد.. خرجوا انتصارًا لإرادتهم الحرة.. ذهبوا لصناديق الاستفتاء على التعديلات الدستورية في أجواء كرنفالية لا تجاذبات فيها ولا صراعات ولا استقطابات، فرحين بما حققته الدولة من إنجازات على أصعدة عديدة؛ فالجيش والشرطة أحرزوا انتصارًا على الإرهاب وداعميه ومموليه..


كما أحرزت الحكومة مكاسب عديدة في معركة البناء والتعمير.. ويعلم المصريون يقينًا حجم المشروعات التي جرى تشييدها هنا وهناك على أرض الكنانة.. ويدرك المصريون كم ينعمون الآن بالأمن والأمان الذي حرموا منه في أعقاب أحداث يناير 2011 التي خلفت انفلاتًا أصاب كل شيء في حياتهم.. وشتان بين ما يعيشونه من استقرار بعدما استردت الدولة هيبتها وقوة مؤسساتها التي عادت لتمارس دورها بقوة واقتدار في الداخل والخارج.. وما عاشوه غداة يناير.

المصريون يعرفون من هو مخلّصهم من الإرهاب وجماعة الإخوان التي جثمت فوق صدورهم عامًا كاملًا في غفلة من الزمن.. وفي المقابل تخلف عن الاستفتاء من أطلقوا على أنفسهم "نشطاء" أو "نخبة" أكلت بلا حياء على الموائد أو "معارضة" من أجل مصالحها الذاتية لا من أجل مصالح الوطن.

ومهما يكن من أمر هؤلاء فكم يمثلون إذا ما قيسوا بالملايين التي خرجت للإدلاء بأصواتها وقول كلمتها بنعم من أجل استقرار الوطن. وكالعادة كان الشعب هو بطل المشهد وصانعه من جديد.. تحمل معاناة كبيرة وتعرض لحملة شائعات منظمة لكن ذلك لم يفت في عضده أو يحرفه عن بوصلة الوطن وكان أقوى من كل التحديات، متحملًا للمسئولية بعزم وإصرار.

سطَّر المصريون بخروجهم الكثيف ملحمة تاريخية قائلين "نعم للاستقرار والبناء والتعمير"، وصدروا للعالم مشهدًا حضاريًا قلّ أن تجده في الدول المنكوبة بما عرف بالربيع العربي.. أثبت المصريون للعالم أن مصر قادرة على الاختيار والفرز والتغيير واستقلال قرارها الوطني.
الجريدة الرسمية