ضد الديمقراطية !
لاشك أن الديمقراطية طريقها طويل وصعب ولم تصل إليه حتى أعرق الدول ديمقراطية من فراغ، بل عبر نضال وتضحيات وممارسات طويلة حتى استقرت على هذا الدرب الرشيد.. ومن ثم يخطئ من يتصور أن المقاطعة التي دعت لها وتبنتها جماعة الإخوان ومن لف لفها قد تحرج النظام أمام المجتمع الدولي..
بل إنها ضد الديمقراطية التي هي ليست غاية في ذاتها بقدر ما هي ممارسة سياسية محكومة بضوابط تحقق أهدافها المثلى التي لن تتحقق أبدًا إذا جرى الامتناع عن ممارسة هذا الحق.. فهل جُعلت الأحزاب والقوى السياسية إلا لتتنافس وتشارك سياسيًا سعيًا لتحقيق الاستقرار والمصالح العليا للأوطان.
وبقدر ما نرفض أي خلل أو شائبة في عملية الاستفتاء بقدر ما نرفض أي دعوات للمقاطعة التي هي كما قلت حجة العاجزين والمتشككين والخالين من أي شعبية أو وجود حقيقي على الأرض أو بين الجماهير.. فهؤلاء هم الأعداء الحقيقيون للديمقراطية الذين يجب التصدي لهم بالحضور القوى أمام لجان الاستفتاء أو الانتخاب لانتزاع الحق في اختيار ما يراه المواطن صوابًا أو حقًا بكل حرية.
ومن حسن الطالع أن شعبنا أصبح واعيًا ويعرف الخير من الشر.. ومن مع مصر ومن ضدها.. لقد انكشفت لعبة جماعة الإخوان الإرهابية ومن هم على شاكلتها من النخبة الآكلة على كل الموائد.
