رئيس التحرير
عصام كامل

ماكرون والإخوان !


إعلان الرئيس الفرنسي "ماكرون" أن بلاده سوف تتصدى بحزم لخطر تيار الإسلام السياسي هو بمثابة خبر سيئ للإخوان، الذين اتخذوا من فرنسا ساحة من الساحات الأوروبية المهمة، التي ركزوا فيها أنشطتهم في الخارج، وتحديدا أنشطة تنظيمهم الدولى.


وهذا الإعلان لم يأتِ في أعقاب عملية إرهابية جديدة تعرضت لها فرنسا أو حتى تم إحباطها، وبالتالى هو ليس من قبيل رد الفعل العاطفى والمتعجل، وإنما هو بمثابة قرار اهتدى إليه الرئيس الفرنسي بقناعة، والأغلب بعد بحث ودراسة لأنشطة تيار الإسلام السياسي وجماعاته وتنظيماته في فرنسا، وعلى رأسها بالطبع جماعة الإخوان.

ولذلك علينا أن نتوقع انحسارا في أنشطة الإخوان وتنظيمهم الدولى في فرنسا، بسبب التضييق الأمني والملاحقة السياسية المتوقعة لهم بعد إعلان "ماكرون" هذا.. وبذلك سوف يخسر الإخوان ساحة أوروبية مهمة لنشاطهم في الخارج، لا تقل أهمية عن بريطانيا وألمانيا والنمسا والمجر.

وقد لا تقتصر الأضرار التي تنتظر الإخوان بموقف "ماكرون" على ذلك فقط، أي خيارة الساحة الفرنسية، وإنما موقف فرنسا التي تلعب دورا قياديا في المجموعة الأوروبية قد يشجع دولا أوروبية أخرى أن تحذو حذوها، وتسير في طريق مواجهة جماعات الإسلام السياسي أيضا..

أي تضيق عليها في أنشطتها وتحرمها من مصادر تمويل ضخمة وتلاحق كوادرها.. وهكذا ما ينتظر الإخوان الآن أوروبيا هي أساسا الأخبار السيئة!
الجريدة الرسمية