رئيس التحرير
عصام كامل

وقدموا أروع الأمثلة!


المصريون خرجوا بشجاعة غير عابئين بما تروجه كتائب الإخوان وأعداء مصر وجاء ردهم عمليًا بأن قالوا كلمتهم الفصل في الاستفتاء على التعديلات الدستورية وقدموا للعالم أجمع أروع الأمثلة في النضال والتعبير عن الرأي بكل حرية ليوجهوا صفعة قوية على وجه الداعين للمقاطعة وللجماعة الإرهابية.


المعدن النفيس للمصريين لا يظهر إلا في الشدائد والمناسبات التاريخية ودائمًا ما يبهرون العالم بروعة أعمالهم ومواقفهم؛ فلم يعيروا فتاوى الخراب والدمار اهتمامًا وكتبوا بأيديهم تاريخهم ووجهوا بذات اليد صفعة لأعداء مصر وقاموا بثورة جديدة في مسيرة البناء والتعمير والإصلاح وتطهير البلاد من فلول الإرهابيين.

وبهذا العدد الهائل الذي خرج على مدى الأيام الثلاثة للاستفتاء على التعديلات الدستورية كتب المصريون كلمة النهاية لكل من يحاول هدم مصر أو تفجيرها من الداخل بأيدي حفنة من أبنائها الذين أضلهم المال وأعماهم الحقد والغل.

هذا الخروج يعني ببساطة أيضًا أن المصريين اختاروا مستقبلهم الذي يرونه أفضل الخيارات، ويعني كذلك وعي المصريين واستنارتهم ورغبتهم في تصحيح ما شاب دستور 2014 من عوار، ورغبتهم في إنقاذ بلادهم من مخططات الهدم والتدمير التي حيكت ولا تزال تحاك ضدهم.

قدم المصريون بإقبالهم على لجان الاستفتاء في شتى ربوع مصر نموذجًا يُحتذى في الممارسة الديمقراطية، كما خرجوا قبل نحو ست سنوات ليخلعوا رئيسًا لا ينتمي إلا لجماعته وعشيرته واستبدلوه برئيس ينحاز لوطنه وشعبه ودولته.

ولا يزال المصريون يقدمون نموذجًا في الصبر على الشدائد وتحمل الأعباء الصعبة للإصلاح الاقتصادي الذي طالما أشاد به الرئيس السيسي في مناسبات عديدة.. ويتحملون نصيبهم بدأب في معركة التنمية والبناء والتعمير.. كما ناصر الشعب دولته في حربها الضروس ضد الإرهاب الذي لا دين له ولا وطن..

ولا يزال هذا الشعب صامدًا في وجه آلة الشائعات والأكاذيب يراهن على مستقبل أفضل بعد انحيازه للتعديلات الدستورية التي تأكد للعالم كله حقيقة ما يجري على أرض مصر.. وكيف أنه ترجمة حقيقية لإرادة شعبها الرافض لأي وصاية، الكاره للإرهاب، الراغب في الاستقرار والأمن.

صلابة المصريين ثابتة على مدار التاريخ، عصية على التذويب.. ودائما ما كانت ولا تزال مسار الإعجاب والإكبار.. ولا يزالون بوعيهم الفطري قادرين على الفرز والاختيار.. إنه الشعب القائد والمعلم وصاحب القرار الأول والأخير فيما يخص مستقبله ومستقبل أبنائه.

صحيح أن البرلمان هو من اقترح التعديلات الدستورية ووافق عليها.. لكن الشعب دون غيره هو من يملك حق الموافقة أو الرفض، هو صاحب القول الفصل وقد قال كلمته.. فتحية إعزاز وتقدير لشعبنا العظيم الذي يثبت يومًا بعد الآخر كم هو جدير بحياة أفضل يجد فيها راحته في قادم الأيام ليستريح من عناء الغلاء الذي أثقل كاهله وجشع التجار الذي سلب راحته وبدد مدخراته..

آن الأوان لأن يرتاح هذا الشعب وأن يجني ثمار الإصلاح الاقتصادي الذي كان ضرورة لعلاج اختلالات اقتصادية قديمة، وقد أتى هذا الإصلاح ثماره بالفعل وحصد إشادات المنظمات الاقتصادية الدولية.. ويبقى أن يزداد شعور المواطن به أكثر فأكثر واقعًا ملموسًا في حياته اليومية بعدما أثبت إخلاصه وحبه لهذا الوطن ومساندته له في كل الأحوال.
الجريدة الرسمية