رئيس التحرير
عصام كامل

صديق موثوق به!


بعد القمة المصرية الروسية التي تمت على هامش قمةً (الحزام والطريق) في بكين أعرب الرئيس الروسى "بوتين" عن قناعته بأن مصر تمثل بالنسبة لبلاده صديقا موثوقا به.. وهذا الوصف الذي اختاره الرئيس الروسى لمصر يُبين صحة المبادئ التي تلتزم بها مصر في إدارة سياستها الخارجية..


فهى منذ التخلص من حكم الإخوان، قررت أن تنفتح على الجميع في الساحة العالمية، ولا تقايض علاقتها بدولة بعلاقتها بدولة أخرى، أو لا تبنى علاقتها بدولة على حساب علاقتها بدولة أخرى.. وإنما تمد يدها بالتعاون مع الجميع بما يخدم المصالح المصرية والأمن القومى المصرى.

وقد تأكدت روسيا خلال السنوات الأربع الأخيرة من ذلك.. فرغم أن مصر حريصة على علاقات طيبة مع أمريكا إلا أنها في ذات الوقت حريصة بذات القدر على علاقات طيبة مع روسيا والصين.. وهى تسعى لتعميق هذه العلاقات في شتى المجالات الاقتصادية وغير الاقتصادية.

وعندما يخرج الرئيس الروسى بوتين بعد لقائه ومباحثاته مع الرئيس السيسي ليصف مصر بأنها صديق موثوق به، فهذا يعنى أنه سمع من الرئيس المصرى ما طمأنه على ذلك، خاصة وأن العلاقات الإستراتيجية بين روسيا ومصر كانت هاجسا روسيا منذ أن قام الرئيس السادات بطرد الخبراء الروس من مصر، في خطوة صادمة للروس وقتها لم ينسوها حتى الآن..

وفى أول لقاء جمع ببن الرئيس الروسى والرئيس السيسي وهو ما زال وزيرا للدفاع قبل خمس سنوات بموسكو سأل "بوتين" الرئيس "السيسي" هل أنتم راغبون بالفعل في علاقةَ إستراتيجية مع روسيا أم أنكم تريدون علاقة تستخدمونها لتحسين العلاقة مع أمريكا.. وكان رد السيسي القاطع : نعم نريد علاقة إستراتيجية مع روسيا..

وبعد انقضاء كل هذه السنوات يزداد تأكد "بوتين" من ذلك، وهذا ما دعاه لوصف مصر بالصديق الموثوق به.. بقى القول إننا نعتبر روسيا أيضا صديقا موثوق به، ولذلك ننتظر منها إعادة السياحة الروسية فورا، وليس قريبا التي نسمعها من المسئولين الروس منذ وقت ليس بالقريب!
الجريدة الرسمية