سيد عبد العال بعد فوزه برئاسة حزب التجمع : لدينا 12 حزبا ذوي خلفية دينية بالمخالفة للدستور
- هدفنا إعادة بناء الحزب في المحافظات وإعداد جيل الوسط
- المرحله الانتقالية محملة بالعديد من التناقضات السياسية والاقتصادية
- اليسار المصرى في حالة انقسام ولن يتوحد إلا إذا تجمع حول مشروع نضالى مشترك
- الحياة الحزبية تمر بأزمات نتيجة القيود المفروضة عليها وحرمانها من العمل في الجامعات
- قانون الأحزاب يحتاج إلى تعديلات لتنشيط الحياة الحزبية
- حزب التجمع سيخوض كافة الانتخابات القادمة لإعداد كوادره
"المؤتمر العام الثامن لحزب التجمع هو البداية لإعادة الحزب لمكانته السياسية، هذه الكلمات أطلقها النائب سيد عبد العال عضو مجلس النواب ورئيس حزب التجمع عقب إعادة انتخابه خلال المؤتمر العام الثامن للحزب فقال إن هذا المؤتمر يعد ذات أهمية كبرى باعتباره أول مؤتمر عام بعد ثورة 30 يونيو والتي كان التجمع جزءا منها.
وأكد سعيه خلال المرحلة القادمة لافساح المجال لتصدر المشهد في الحزب عبر جيل جديد يتسلم الراية ويكمل مسيرة الحزب على نفس مبادئ التجمع كحزب البسطاء والطبقة العاملة من فلاحين وعمال.
وأضاف أن قانون الأحزاب السياسية يحتاج إلى تعديل خاصة فيما يتعلق بمنع الأحزاب من العمل وسط طلاب الجامعات وفى المصانع والنقابات مما أدى إلى ضعف قدرة الأحزاب على إعداد كوادر جديدة.
وتابع اليسار المصرى يعانى حالة من الانقسام منذ سنوات نتيجة تباين الرؤى وبالتالي لا يمكن جمع اليسار مرة أخرى إلا من خلال مشروع نضالى مشترك ذي طابع اجتماعى سياسي مثلما حدث في قضية المعاشات.
وغيرها من الأسرار التي أزاح رئيس حزب التجمع الستار عنها في حواره لـ "فيتو" :
**في البداية أعلنت عن خطة لتطوير الحزب وإعادته للساحة السياسية أكثر قوة فما هي أبرز ملامح هذه الخطة؟
*يجب أن نكون صرحاء مع أنفسنا أولا ثم صرحاء مع الآخرين فنحن لا ندعى صفاء وخلو الممارسة السياسية والتنظيمية للحزب من الأخطاء وكذلك لا نزعم اكتمال الحزب كقوة سياسية على مستوى الطموح الوطنى ولكننا نسعى خلال المرحلة القادمة إلى نهوض جديد في حركة الصراع الاجتماعى والسياسي والتعبير عن مقاومة اجتماعية وسياسية للتوحش الرأسمالى المتحالف مع قوى التأسلم السياسي في منظومة متكاملة من الفساد استمدت وجودها من ممارسات نظام ما قبل 25 يناير وهذا ما جعلنا نضع برنامجا للمرحلة الانتقالية التي تتطلب تحالفا شعبيا سياسيا لمواجهة تيار التاسلم إلى جانب ذلك نسعى إلى اعداد جيل الوسط وتأهيله سياسيا بشكل جيد حتى يتسلم الراية في المؤتمر العام القادم للحزب لاستكمال المسيرة فضلا عن إعداد الحزب لخوض كل الانتخابات القادمة خاصة ونحن لم نغب عن أي استحقاق إلا في عام الإخوان خاصة بالإضافة إلى اننا وضعنا برنامجا سياسيا اجتماعيا ديمقراطيا يستهدف انتزاع أقصى حد من الإصلاحات الاجتماعية والديمقراطية عبر نضال ديمقراطى سلمى خاصة ونحن نرى أن هناك العديد من التحديات التي كشفها برنامجنا الانتقالى.
**وماهى خطتكم للشباب في المرحلة المقبلة في إطار استعدادكم لخوض الاستحقاقات القادمة؟
*الشباب هم وقود أي عمل وطنى ناجح وهم رجال الغد الذين سيحملون الراية واستكمال المسيرة وبالتالى القيادة الحالية للحزب عقدت العزم على أن يكون المؤتمر الثامن الذي انتهى منذ أيام هو بداية لإعادة بناء الحزب في كل المحافظات وفى كل التشكيلات وتم إعادة تشكيل اتحاد نساء التجمع واتحاد شباب التجمع مع إعداد دورات تأهيل سياسي لهم بشكل مستمر ونتطلع أن يكون المؤتمر العام التاسع قبل موعده لنسلم الراية لجيل الوسط من الشباب وهو ما نعمل عليه الآن من خلال دورات التدريب والتثقيف لخوض الانتخابات.
**هل الاختلاف في الحزب أمر يثير الخوف أو القلق؟
*بالطبع لا فالاختلاف لا يشكل ازعاجا لنا واختلاف بعض مواقف الحزب خاضع للنقاش بين أبناء حزب التجمع جميعا وهذا يشكل اعتزازا وتقديرا للجميع وليس خللا في الأداء الحزبى نظرا لما تعكسه روح المناقشة والحوار بشكل ديمقراطى لكن ما يهمنى هنا ما ينتهجه بعض الذين يدعون ارتباطهم بتقاليد حزب التجمع واختاروا الخروج على نهجه ويستغلون المناسبات للهجوم على الحزب بدلا من الدفاع عنه وهذا هو مصدر القلق الحقيقي.
**قوى اليسار أصبحت منقسمة على نفسها وتسير في أكثر من اتجاه فما السبب وهل يمكن إعادة توحيد هذه القوى من جديد؟
*هذه حقيقة قوى اليسار منقسمة ومفتتة منذ سنوات طويلة وسابقة لثورة 25 يناير ولأسباب مختلفة منها العزلة الجماهيرية لفصائل اليسار وخلافات الكيانات اليسارية حول الأفكار وليس قضايا العمل واعتقد أن أسلم طريق لإعادة تجميع قوى اليسار هو التجمع حول مشروع نضالى مشترك ذات طابع اجتماعى سياسي مثل قضية التنوير وتقديم فكر وثقافة بديله للتيار المتأسلم وهى قضية يسارية بالدرجة الأولى أو قضايا اجتماعية مثل قضية أصحاب المعاشات أو من خلال تطوير برامج التعليم ونشر ثقافة بديلة من خلال قصور الثقافة شريطة الاحترام المتبادل بين قوى اليسار.
**وكيف تبرر حالة عدم شعور المواطنين باى دور سياسي على الساحة؟
*هذا الكلام لا ينطبق على كل الأحزاب وتاريخها يعرفه كل مواطن وتأثيرها في الشارع السياسي موجود رغم أنها ربما لا يكون لها مقاعد في البرلمان لكن هذا لا يعنى رفض برامجها بدليل أن أحزاب التيار الإسلامي وقت مرسي اكتسحت الانتخابات بالزيت والسكر دون برامج ثم هوت وسقطت، لكن الحقيقة التي لا تقبل الشك أن الأحزاب تعاني مشكلات سواء في التمويل بعد أن توقفت الدولة عن دعمها ماديا إلى جانب حظر قيامها بأى نشاط اقتصادى فضلا عن القيود المفروضة عليها بعدم القيام بأى نشاط بالجامعات أو المصانع أو النقابات وبالتالى لابد من رفع القيود عن الأحزاب حتى تتمكن من بناء كوادر جديدة للعمل السياسي.
* *هل هذا يعنى أن قانون الأحزاب السياسية في حاجة إلى تعديل؟
*نعم بالفعل القانون يحتاج إلى تعديلات عديدة وليس تعديلا واحدا فقط فرغم أن القانون الحالى يسمح بدرجه كبيره بإنشاء الأحزاب لكن القيود التي وضعها تحد من دور الأحزاب وخاصة المتعلقه بالموارد والأمر الاخر أن القانون الحالى يحظر على الأحزاب العمل بين طلاب الجامعات أو المدارس وفى النقابات المهنية والعماليه وبالتالى يحرم الأحزاب من تكوين كادر سياسي وهنا لا نطالب بمقرات للأحزاب داخل الجامعات أو النقابات وانما السماح للأحزاب بالعمل السياسي والنقابى داخل هذه الكيانات.
**البعض يرى أن عدد الأحزاب كبير جدا دون تاثير لها وبالتالى صرورة اندماجها أو إلغاء تراخيص من لم يحصل على مقاعد في البرلمان فما رايك؟
*اندماج الأحزاب ذات التوجهات والبرامج المتشابهة ممكن لكن قبل أن يحدث ذلك لابد من فترة للممارسة لتقيم دورها ودراسة موقفها وان كنت ارى أن فكرة الاندماج لن يكتب لها نجاح كبير،اما ما يتعلق بإلغاء تراخيص الأحزاب التي لا تفوز بمقاعد في البرلمان فهذا كلام يتعارض مع الدستور الذي حدد شروطا معينه لاشهار الحزب ليس من بينها الفوز بمقاعد بالبرلمان هذا من ناحيه، ومن ناحية أخرى هناك أمور تحكم عملية الفوز بالمقاعد ومنها الانفاق المالى الضخم من جانب رجال الأعمال إلى جانب العصبيه القبليه وعوامل أخرى ولكن الاهم هو وجود 12 حزبا ذي خلفية دينيه وهم مخالفون للدستور الذي يحظر قيام الأحزاب ذات خلفية دينية وبالتالى هذه الأحزاب يجب حلها.
**رفضتم التعاون مع الإخوان من البداية فلماذا تعرضتم للانتقاد من بعض الأحزاب التي تحالفت معهم؟
*موقفنا من الإخوان واضح من البداية وهو أن هذه الجماعة تعادى الشعب المصرى لرفضه مشروع دولتهم الاستبدادية وكنا من أشد المعارضين لهم سواء قبل 25 يناير أو بعده لقناعتنا انهم يشكلون خطرا على الوطن وهذا الموقف تسبب في توجيه النقد لنا من بعض الشخصيات والأحزاب التي تحالفت مع الإخوان في انتخابات الإعادة التي أعلنوا فوز محمد مرسي بها ولكننا لم نتراجع عن موقفنا وأطلقنا العديد من المبادرات الميدانية التي تعطى للشعارات قوة الدفع المطلوبة حتى سقط حكم مرسي وهنا يجب أن نشير أن نواب الحزب رفضوا الدخول في لجنة المائة في حين دخلت أحزاب أخرى وشخصيات انسحب بعضهم بسبب الضغط الجماهيرى وقمنا بدعم حركة تمرد وأعلنا أننا لن نشارك في انتخابات في ظل حكم الإخوان.
**وماهى هذه التحديات التي رصدها برنامج الحزب الانتقالى في رايك ومدى خطورتها ؟
* أهم التحديات هو تشتت وانقسام قوى اليسار مع عدم وجود تفسير لحالة الضعف وعدم القدره على العمل المشترك لمواجهة التوحش الراسمالى ومخطط اضعاف الدولة إلى جانب غياب الجهد التنظيمى والسياسي في تنظيم مطالب الجماهير على نسق تجربة أصحاب المعاشات بشكل سلمى وقانونى فضلا عن عدم تحديد واضح وجسور لمكونات الحلف السياسي الوطنى الديمقراطى لاجتياز المرحله الانتقاليه التي تمر بها مصر بعد 30 يونيو وهذا يتطلب الجساره في وضوح موقفنا المساند للسلطة الحاليه والرئيس السيسي باعتباره نتاج 30 يونيو ضد جماعة كانت تسعى إلى تفكيك الدوله وفقا لمخطط استعمارى قديم
**إذا كنتم حددتم التحديات فهل لديكم مقترحات للمواجهة ؟
*نعم لدينا المقترحات من خلال منهج حزب التجمع الفكرى وحددنا مهام سبعه للمرحله الانتقاليه على راسها دعم بنية الدوله وتقوية مؤسساتها مع ازالة كل العوائق أمام المشاركة الشعبيه الديمقراطية في تحقيق الهدف بالإضافة إلى تطوير وتحديث البنيه الاقتصادية المصريه في كل قطاعاتها الانتاجيه مع الحفاظ على ملكية الشعب في المؤسسات الاقتصاديه وبناء اقتصاد وطنى قوى إلى جانب ذلك لابد من التصفية الفكرية والسياسيه للتنظيمات الإرهابية عبر عملية اراديه من خلال تحديث الخطاب الدينى والتمكين للثقافة البديله التي تؤكد قيم المواطنه والمساواه بين المصريين وتدعيم قيم الانتماء للمجتمع والوطن وتطبيق الشفافية وأعمال القانون وغيرها من القيم الانسانيه التي تحتاج إلى تضافر جهود الدوله والمثقفين والاعلام والفنانين فضلا عن بناء قواعد الوحده الوطنيه الحقيقيه وتقوية علاقات مصر العربيه والأفريقية خاصة دول حوض النيل إلى جانب بناء علاقات اقليميه ودوليه