رئيس التحرير
عصام كامل

لا تصلوا في المساجد والكنائس!


عزيزي القارئ نعم عنوان المقال صحيح.. فهكذا نصحت سلطات سيرلانكا مواطنيها، لأنها تتحسب لهجمات إرهابية جديدة تستهدف المصلين في دور العبادة، بعد الهجمات التي استهدفت كنائس وفنادق الأسبوع الماضى وأوقعت مئات الضحايا قتلى وجرحى..


وهذا يوضح مدى القلق الذي فرض نفسه على هذا البلد، رغم أن سلطات الأمن فيها نجحت في كشف من يقف وراء تلك الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها سيرلانكا، واعتقلت عددا من المشتبه فيهم، وكشفت هوية بعض الانتحاريين الذين شاركوا في هذه الأعمال الإرهابية.

ويزيد من حدة هذا القلق ذلك الخلاف السياسي الذي نشب داخل سيرلانكا بين مؤسسة الرئاسة وبين الحكومة.. حيث حمل رئيس الجمهورية الحكومة مسئولية أضعاف أجهزة الأمن بملاحقتها لعدد من رجال الأمن باتهامات ارتكاب جرائم خلال الحرب الأهلية التي عاشتها سيرلانكا، وانتهت منها قبل نحو عشرة أعوام مضت.

وهكذا فإن هذه الهجمات الإرهابية الضخمة التي تعرضت لها سيرلانكا لم تعرضها لافتقاد الأمان فقط وإنما قد تؤدى إلى عدم استقرار سياسي أيضا.. وهذا أصعب مناخ يمكن أن يتم فيه مواجهة الإرهاب والإرهابيين.. ولذلك يمكن فهم لماذا نصحت السلطات في هذا البلد المواطنين بتجنب الذهاب إلى دور العبادة والصلاة فيها، خاصة وأنه رغم اعتقال العشرات من المشتبه فيهم لم تضع سلطات الأمن يدها على كل من ارتكپوا الأعمال الإرهابية، ومازال التنظيم المتهم بأنه يقف وراءها قادرًا على القيام بمزيد من الأعمال الإرهابية، فضلا عن أن ذلك يمكن أن يحرض على القيام بأعمال انتقامية تستهدف المسلمين أيضا.

إذن الاستقرار السياسي والأمني شرط ضرورى وأساسى لمواجهة الاٍرهاب، وإلا سيجد المواطنون أنفسهم أشبه بالمحبوسين في منازلهم، ومع ذلك غير آمنين لأن هذه المنازل معرضة لاقتحام الإرهابيين لها، مثلما كان يحدث في ليبيا.
الجريدة الرسمية