"إيران" وسعر البنزين المصرى!
للوهلة الأولى قد يندهش البعض من عنوان هذا المقال، وتحديدا وجود علاقة ببن سعر البنزين في مصر وإيران.. ولكن ببعض المتابعة لما يجري على الساحة العالمية سوف يكتشف هؤلاء أن ما يحدث لإيران سوف يؤثر على سعر البنزين وبقية المنتجات البترولية في مصر..
فقد قررت الولايات المتحدة الأمريكية أن تنهى الاستثناءات من العقوبات التي فرضتها على من يشترون النفط العراقى بعد بضعة أيام قليلة، ورغم إعلان كل من السعودية والإمارات استعدادهما لتعويض النقص في المعروض عالميا من النفط، إلا أن سعر النفط بدأ يتجه للارتفاع حاليا، وإذا استمر هذا الارتفاع، سوف يكون لذلك تأثيره على أسعار المنتجات البترولية في مصر..
فقد قررت الحكومة، طبقا لاتفاقها مع صندوق النقد الدولى أن تعوم سعر كل أنواع البنزين ابتداء من يوليو المقبل موعد العمل بالموازنة الجديدة.. وبعد التعويم سوف يتحدد سعر البنزين طبقا لثلاثة عوامل، أولها التكلفة، وثانيها سعر الجنيه المصرى تجاه العملات الأجنبية، خاصة الدولار الأمريكي، ثم السعر العالمى للنفط..
وبالطبع فإن اتجاه السعر العالمى للنفط للارتفاع نتيجة العقوبات الأمريكية سوف يسهم في ارتفاع سعر البنزين.
والذي يعزز ذلك أن مشروع الموازنة للعام المالى المقبل يتضمن تخفيض الدعم على المنتجات البترولية بنسبة أربعين في المائة لتقتصر على نحو ٥٢ مليار جنيه فقط مقابل ٨٩ مليار جنيه في موازنة العام المالى الذي ينتهى بنهاية شهر يونيو المقبل.
كما أن الحكومة المصرية سوف تلتزم بتعويم أسعار كل أنواع البنزين في شهر يوليو المقبل، لأنها تريد إنهاء اتفاقها مع الصندوق بدون مشكلات، والحصول على آخر دفعة من قرض الصندوق المتفق عليها، والتي تقدر بنحو مليارى دولار.
ولذلك ما فعله ترامب مع إيران سوف يكون له تأثيره علينا في مصر.. ألم يقال أن العالم صار قرية صغيرة ؟!.. لكنها قرية يدفع فيها أبناءها ثمن قرارات الكبار فيها.
