رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

احذروا النقد!


في الستينيات وفى إطار منظمة الشباب التي تركت بصماتها الكبيرة على المجتمع المصرى، وعندما بدأنا نحن الشباب وقتها نلاحظ ونرصد بعض السلبيات، ونعبر عن ذلك في انتقادات خجولة، كان هناك من ينبري لنا لينبئنا إلى أن انتقاداتنا يستفيد منها أعداء الوطن، ولذلك لا يجب المجاهرة بهذه الانتقادات..


غير أننا اكتشفنا بعد كارثة هزيمة يونيو خطأ وخطر ذلك.. فالأخطاء الصغيرة التي كانت تؤرقنا استفحلت وتحولت إلى خطايا كبيرة أوقعتنا في هذه الكارثة.. ومن يريد أن يتأكد من ذلك عليه أن يراجع مضابط جلسات مجلس الوزراء للحكومة التي ترأسها جمال عبدالناصر..

فقد وجه ناصر بنفسه الكثير من الانتقادات إلى عدد كبير من المسئولين قبل يونيو ٦٧، لو كنا نحن الشباب تحدثنا بها لتعرضنا للمساءلة أو على الأقل الاستبعاد من منظمة الشباب.

ومن وقتها وحتى الآن تثور هذه المسألة في المناقشات السياسية عندما يتجه البعض إلى توجيه الانتقادات.. فإن هناك دوما من يخشى أن الأعداء الذين يتربصون بِنَا يستفيدون من هذه الانتقادات، حتى لا تتحول إلى نيران صديقة تصيبنا في نهاية المطاف.. وساعد على ذلك غباء سياسيا، أو افتقاد معارضين للنضج السياسي، وتورطهم في العزف السياسي على أنغام الإخوان، بل وتحالفهم معهم احيانا.

ورغم ذلك يبقى أن المجتمع، أي مجتمع، يحتاج للنقد.. ولا تستقيم الحياة بلا نقد.. ولذلك لا يجب التخوف من النقد أو التحذير منه خشية استفادة الأعداء منه.. والرأى العام، رغم انخفاض الوعى السياسي ووجود نسبة أمية، بسبب ما مرت به مصر من التجارب قادر على أن يفرز ما بين العدو وغير العدو، أو من ينتقد لمصلحة الوطن ومن ينتقد لهدمه.
Advertisements
الجريدة الرسمية