سيناء وصفقة القرن!
لم نكن نحتاج لإعلان "جرينبلات" مبعوث "ترامب" في الشرق الأوسط بأن سيناء ليست ضمن صفقة القرن التي تلوح بها الإدارة الأمريكية منذ نحو العامين.. فقد قلنا ذلك بوضوح مرارا، لأن واشنطن تدرك استحالة قبول أي مصرى التنازل عن شبر واحد من سيناء حتى ولو للأشقاء الفلسطينيين لتوسيع مساحة دولتهم، وتعويضهم عن الأراضي التي استولت عليها إسرائيل من الضفة الغربية.
لقد قلنا ونكرر إن صفقة القرن التي تتحدث عنها واشنطن جوهرها التسليم بكل ما تريده إسرائيل وتحديدا اليمين المتطرف فيها، وهو الاستيلاء على المساحة الأكبر من الضفة الغربية، خاصة تلك التى زرعتها بالمستوطنات وتسيطر عليها أمنيا وكانت مطروحة للمفاوضات النهائية، والاستيلاء أيضا على كل القدس بشرقها وغربها، وإغلاق ملف وموضوع عودة اللاجئين الفلسطينيين، وإبقاء غزة وما تبقى من الضفة الغربية تحت الحصار الأمني الإسرائيلي.
وتفريغ حلم الدولة الفلسطينية المستقلة ليصير مجرد حكم ذاتى على ما تبقى من أراضي الضفة ومعها غزة.. ومقابل ذلك تسعى واشنطن إلى جمع أموال من الدول العربية الخليجية تنفقها على الفلسطينيين لإرغامهم بالقبول بذلك، أي القبول بإجهاض حلمهم في الاستقلال والتحرر من احتلال عنصرى بغيض.
أما ما تريده الإدارة الأمريكية من مصر فليس التنازل عن مساحة من سيناء تعرف استحالة قبول أي مصرى بذلك، وانما تريد الإدارة الأمريكية من مصر عدم مناهضة صفقة القرن التي أعلنت أنها سوف تطرحها بعد عيد الفطر، وكذلك إقناع الفلسطينيين بالعودة إلى مائدة التفاوض، رغم أن هذه المائدة لم يعد مطروحا عليها الآن سوى توقيع الفلسطينيين على التنازلات فقط والقبول بالإملاءات الإسرائيلية.
ولكن حتى هذا فقد أعلنت مصر انها لا تقبله ولا تستطيع القيام به، لأنها مع دولة فلسطينية مستقلة على أراضى الضفة وغزة وتكون عاصمتها القدس الشرقية.