رئيس التحرير
عصام كامل

علموهم الانتماء


أيا ما تكون نتيجة الاستفتاء على التعديلات الدستورية، فالكاسب الوحيد هو الوطن، وأيا ما يكون الاختلاف وتباين الآراء بين المواطنين بشأنها، فهذه الحالة لا بد أن تستمر، بعيدا عن مزايدة البعض والاتهامات الجاهزة بعدم الوطنية وعدم الانتماء وعمالة الرافضين لتلك التعديلات لجهات خارجية..


وبعيدا عن مزايدة البعض والاتهامات الجاهزة بعدم الوطنية وعدم الانتماء وعمالة الرافضين لتلك التعديلات لجهات خارجية، وبعيدا عن مزايدة البعض والزعم بأنها تخدم مجموعات وتيارات معينة، فالذين يؤيدون التعديلات وهذا حقهم- وأعتقد أن جزءا كبيرا منهم يفعلون هذا بوازع وطني - يرون أن هذه التعديلات وإن كانت تحمل بعض علامات الاستفهام، فإنها أيضا دليل على الحراك المجتمعي وتطوره بعيدا عن الجمود واللا حركة، وأنها تأتي تماشيا مع متطلبات الوطن وحاضره..

بعيدا عما كان يحدث في الماضي من تجمد الموقف وعدم الدوران، كما أنها دليل على استجابة المجتمع للتطورات الحالية فيه، وهي دليل على قوة المجتمع وحركته وعلى مدى انفتاحه وتأثره بالعالم المحيط والأحداث الجارية.

بينما يرى الرافضون لهذه التعديلات- وهذا حقهم أيضا فالاختلاف سنة كونية- أنها صنعت خصيصا من أجل شخص وهدف واحد، وأن المجتمع في حاجة للبناء والتشييد بدلا من هذه التعديلات التي تنتهك الدستور، وتجعله عرضة للتغيير، وأن هذا الأمر يفقد الدستور -بحسب البعض- قدسيته وقوته، كما أنه يقلل من هيبته وحجيته بدعوى أنه عمل بشري قابل للتغيير والتعديل وهي دعوة -بحسب البعض- حق يراد بها باطل، فالدساتير توضع للاحتكام إليها والعمل بها وإنزالها على الواقع، وقياس الواقع إليها، أما تغييرها كل فترة فإن ذلك يفقد الأحكام حجيتها، وبذلك فإنها تصبح عرضة للتأويل، والوقائع في ذلك كثيرة تشهدها المحاكم والنيابات كل فترة ولا أقول كل يوم.

وبعيدا عن حجية آراء المؤيدين والمعارضين فإن مصر بحاجة إلى جهود أبنائها جميعا دون مزايدة أو تخوين، فكلنا أبناء هذا الوطن نسعى جميعا لخدمته ورفعته ومصر بحاجة إلى الكل لخدمة الكل، بحاجة إلى صوت عاقل يقول للجميع إنه مهما اختلفنا، فإننا زائلون والوطن باق، وإن الوطن الذي تقلنا أرضه يحتاج منا العمل والإنتاج والإنجاز بعيدا عن تصيد الأخطاء، وتسليط الضوء على عورات الآخرين.

مصر ملك للجميع، ومن حقنا جميعا أن نظهر هذا الحب بعيدا عن الاتهامات والمزايدات، وأن نسعى جميعا لرفعتها وخدمتها وإن اختلفت رؤنا وطرقنا فالهدف واحد هو الحفاظ علي وطن يحتوي الجميع، دون نبذ أو إقصاء فكلنا أبناء هذا الوطن.
الجريدة الرسمية