رئيس التحرير
عصام كامل

هل يعاني اللاجئون بألمانيا من "تمييز" في المعاملات البنكية؟

فيتو

رغم أن البنوك في ألمانيا "ملزمة" بفتح حساب مصرفي أساسي للاجئين، حسبما يقول مركز حماية المستهلكين، إلا أن اللاجئين ما يزالون يجدون صعوبات في فتح حساب مصرفي جار لدى "البنوك المباشرة"، فما هي هذه البنوك؟ وما هي المشكلة؟ منذ عدة أسابيع واللاجئ السوري محمد يحاول فتح حساب بنكي لدى إحدى البنوك في ألمانيا، لكن محاولاته باءت بالفشل، فالبنك الذي يريد فتح الحساب لديه هو أحد "البنوك المباشرة" والتي تقدم خدماتها عبر الإنترنت وليس عبر الفروع، حيث لا تمتلك فروعًا مثل البنوك التقليدية.

يقول محمد لمهاجر نيوز: "رغم حصولي على الإقامة لثلاث سنوات وامتلاكي وثيقة سفر ألمانية (ليست الجنسية)، فقد رفض البنك أن يفتح لي الحساب، ما جعلني أشعر بالتمييز".

ويتم فتح حساب بنكي لدى أحد هذه البنوك الافتراضية عبر الإنترنت، بعد أن يتم التحقق من هوية "الزبون"، إما من خلال مكالمة فيديو يثبت فيها هويته من خلال إبراز الوثائق القانونية، أو من خلال إثبات هويته في نظام إلكتروني يتوفر لدى مكاتب البريد في ألمانيا، بالاستعانة برمز يرسله له البنك.

ورغم أن محمد جرب الطريقتين إلا أنه لم ينجح في فتح الحساب، ويوضح: "الموظف الذي أجرى معي مكالمة الفيديو قال إنه لا يمكن إثبات الهوية من خلال أوراق اللجوء، وموظفة البريد أخبرتني أن نظام مسح البيانات لديهم لا يستطيع قراءة هذا النوع من وثائق السفر".

وليس محمد وحده من يواجه هذه المشكلة، كلاجئ، بل إن المهاجرين الآخرين أيضًا يعانون من مشكلات في التحقق من هوياتهم لدى محاولة فتح حساب لدى أحد "البنوك المباشرة"، حيث أشار باولو، وهو مهاجر إيطالي، إلى أنه واجه مشكلات مشابهة، وكتب في تعليق على منتدى أحد هذه البنوك: "أشعر بالتمييز تجاهي".

لكن المتحدث الإعلامي باسم أحد أشهر "البنوك المباشرة" في ألمانيا نفى لمهاجر نيوز أن يكون عدم فتح حسابات للمهاجرين بسبب "التمييز". وأضاف توبياس كامبينو-شباينغ، المتحدث الإعلامي باسم بنك DKB أن النظامين المتبعين للتحقق من هويات "الزبائن" ليست تابعة للبنك مباشرة ويضيف: "الشركة المسئولة عن التحقق من الهويات عبر الفيديو هي شركة مستقلة، كما أن نظام التحقق الموجود في البريد يتبع شركة البريد في ألمانيا"، مشيرًا إلى أنهم لا يتحملون مسئولية عدم إمكانية تحقق هذه الأنظمة من هويات الناس.

ما الفرق بين "البنوك المباشرة" والبنوك التقليدية؟
ورغم أن محمد يمتلك حسابًا بنكيًا لدى فرع من البنوك العامة الكبرى في ألمانيا، إلا أنه يريد تغييره، ويبرر ذلك بقوله: "أدفع نحو المائة يورو سنويًا، وأريد أن أوفر هذا المال من خلال فتح حساب لدى بنك مباشر حيث أن الرسوم تكون أقل بكثير".

وبحسب موقع "فينانتس تيب" الألماني المتخصص بتقديم الاستشارات المالية، فإن الخدمات التي تقدمها "البنوك المباشرة" تكون بالفعل أرخص من خدمات البنوك التقليدية التي يكون لديها فروع. ويعود ذلك بشكل رئيسي، بحسب الموقع، إلى أن البنوك المباشرة ليس لديها فروع، وبذلك فإنها ليست مضطرة لدفع إيجارات الفروع أو أجور الموظفين.

ويقدم هذا النوع من البنوك، وفقًا للموقع، إمكانية "فتح حساب مجاني بشروط جيدة"، بالإضافة إلى أن بعضها يقدم بطاقات ائتمان بدون رسوم، على خلاف البنوك التقليدية، وهو ما يعرض البنوك إلى مخاطر في حال عدم التأكد من هوية الزبون بشكل آمن.

إلا أن موقع "فينانتس تيب" يشير إلى أن من يهمه الحصول على الاستشارة الشخصية في فروع البنوك أكثر من توفير المال فإن البنوك التقليدية تكون أفضل بالنسبة له.

وتقسم البنوك التقليدية التي يكون لها فروع في ألمانيا إلى: بنوك عامة، وبنوك خاصة، وبنوك تعاونية. وما يميز بنوك الادخار أن لديها عدد كبير من الفروع، والجانب الأهم بالنسبة للاجئين هو أنه يمكنهم فتح حساب لديها.

كيف يتم فتح حساب بنكي؟
لفتح حساب بنكي جار لدى البنوك التقليدية في ألمانيا يحتاج كل شخص إلى وثائق إثبات شخصية، من أجل إمكانية فتح حساب جار لديها وهي:
- جواز سفر.
- هوية شخصية صادرة عن سلطة ألمانية رسمية.
- وثيقة بدل جواز سفر صادرة عن سلطة رسمية ألمانية.
- إذن إقامة مؤقت (Aufenthaltsgestattung) طالما كان يحتوي على بيانات وصورة شخصية.
- إذن إقامة مؤقت (Duldung) صادر عن سلطة ألمانية رسمية، طالما كان يحتوي على بيانات وصورة شخصية.

اللجوء إلى الإجراءات القانونية
وحتى في البنوك التقليدية كان اللاجئون يجدون صعوبة في فتح حساب بنكي، كما حصل في البداية مع محمد، عندما كان طالب لجوء، إلا أن مصادقة مجلس الولايات في ألمانيا (بوندسرات) على قانون يتعلق بالحسابات المصرفية في مارس عام 2016 قام بتسهيل ذلك، حيث نص القانون على أنه من حق اللاجئين، والحاصلين منهم على تصاريح مؤقتة أيضًا، بأن يكون لهم حساب مصرفي. إلا أن فتح حساب بنكي لدى "البنوك المباشرة" بالنسبة للاجئين لايزال مهمة معقدة.

ويؤكد مركز حماية المستهلك في ألمانيا على موقعه الإلكتروني أن جميع البنوك "ملزمة" بفتح "حساب أساسي" للاجئين. وينصح المركز اللاجئين الذين يواجهون مشكلات عند فتح حساب بنكي لدى هذه البنوك (مثل التحقق من الهوية عبر الفيديو في الإنترنت)، أن يلجؤوا إلى الإجراءات القانونية، ويضيف: "إذا رفض أحد البنوك فتح حساب أساسي، يجب على المرء ألا يقبل ذلك ببساطة، وأن يتوجه إلى الدائرة الاتحادية لمراقبة الخدمات المالية، والتي تستطيع، بصفتها الدائرة الإشرافية المختصة، أن تقوم بإجراء إداري"، مشيرة إلى أن ذلك يكون بملء استمارة توجد على موقع تلك الدائرة الاتحادية. (على الرابط التالي).

https://www.bafin.de/SharedDocs/Downloads/DE/Formular/dl_fo_basiskonto_antrag_verwaltungsverfahren.pdf
ويسعى اللاجئ السوري محمد إلى تقديم هذا الطلب إلى الدائرة الاتحادية لمراقبة الخدمات المالية، ويقول: "آمل أن يتمكن اللاجئون أيضًا من فتح حساب بنكي لدى البنوك المباشرة"، مشيرًا إلى أن الأمر "لا يتعلق بتوفير المال فقط، بل بالشعور بأنه يتم التعامل معه مثل جميع المواطنين الآخرين في ألمانيا".

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية