المعاملات بين الناس.. تحتاج وقفة سريعة
أخرج الله إبليس من الجنة حين قال على نفسه "أنا خير منه"، حين نظر إبليس لأبينا آدم نظرة دونية لأنه يرى أن منبته من الطين ليس مثل منبته من النار. اندهش أبونا آدم من السبب الذي خلق العداوة بينهم، ولماذا يكرهه ويستخسر فيه نعمة الخلق مع أنه صنيعة الله.. خلق من خلق الله مثله تماما.
لماذا نكرر نفس العمل؟ لماذا نعامل بعضنا البعض ونحن ننظر نفس النظرة الدونية لغيرنا مع أننا من نفس الطين؟
لماذا زادت مشاعر الكرة بين البعض لمستويات غير مسبوقة؟ لماذا قلت الأمانة وظهر الغش والخداع؟ لماذا انحسرت الرحمة وظهرت القسوة والغلظة؟ لماذا اختفى الصدق وتفشى الكذب حتى أصبح الناس جزرا معزولة.. خائفين من بعضهم البعض ومتوقعين في بعض إما الأذى وإما ضياع الحق لذا فضل أن يبتعد سريعا "مع أننا من نفس الطين".
كيف نعيش هكذا؟ كيف نتعامل مع بعض بدون ثقة بيننا؟ نظن أن البعض لن يوفينا حقوقنا؟ أين ذهبت الأمانة؟ لماذا يفرح البعض حين يرى ابتلاءات الناس بدلا من مساعدتهم في المحن، وكأنهم أعداؤنا "مع أننا من نفس الطين".
المعاملات بيننا فيها أزمة كبيرة لا بد أن نعترف بها ولأننا نعيش فيها لا نشعر بمشاعر كره بدون سبب والبعض لم يعد حتى يرد السلام على من ألقاه ويبعد قبل أن يراه أحد، حتى أنه في بعض الأحيان لم يعد يعرف الجار جاره.
سادت صفات الغش والخداع والخيانة وسادت الضغينة بيننا والتقليل من شأن بعضنا بلا احترام واستخسار حقوق الناس فيهم.
ولن أطالب بقانون رادع لحل المشكلة، لأنه مستحيل أن يشرع قانون يعدل أخلاق البعض طالما كانوا مقتنعين أنهم على حق، وللأسف هم لا يشعرون بالحقيقة إلا حين يسافرون للخارج فيرون الحقيقة وهى أن المعاملات بيننا لا بد أن تتغير وبسرعة حتى نكون في وضع أفضل.
لو يبدأ كل إنسان بنفسه وراعى ربنا في خلقه وصفى قلبه ونيته لله.. وتذكر أننا من نفس الطين.. سنتغير كثيرا للأحسن.. أتمنى أن يعيش أبناؤنا في قيم مصر الأصيلة التي تربينا عليها وعلمها لنا آباؤنا.
أدعو الله أن يصلح ذات بيننا.