رئيس التحرير
عصام كامل

هل يصمد رجال الأعمال فى مواجهة "الإخوان"؟



أقصد بالتحديد.. رجال الأعمال الذين يستثمرون بعضاً من أموالهم، فى مجال الصحافة والإعلام، والسبب أنهم تعرضوا ويتعرضون لضغوط شرسة من قبل التنظيم السرى لجماعة الإخوان، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، مثلما حدث مع رجل الأعمال أحمد بهجت.

فقد استغل وزير الإعلام الإخوانى صلاح عبد المقصود، ثغرة لإيقاف قناة دريم، وهناك ضغوط مورست وتماوس يومياً، على القنوات الخاصة، ومنها ما حدث من ضغوط مؤسسة الرئاسة لمنع ظهور حمدين صباحى مع خيرى رمضان على قناة CBC، ومنها الضغوط التى يتم ممارستها على العديد من القنوات، منها النهار، والصحف لتغيير السياسة التحريرية أو على الأقل تخفيف النقد ضد الإخوان ومرسى.


المشكلة هى أن رجال الأعمال الذين يستثمرون فى الصحافة والإعلام لهم استثمارات أخرى كثيرة، وهذه بالضبط نقطة الضعف التى يتم من خلالها الضغط عليهم، وأظن أن شيئاً من هذا القبيل تم ضد نجيب ساويرس، وهو نفسه قد قال إن هناك ضغوطا، وإن كان لم يفصح عن طبيعتها، أدت إلى بيعه قنوات ON TV.

هناك رجال أعمال لم يكونوا بحاجة إلى أى ضغوط، فمنذ اللحظة الأولى وهم يعلنون الولاء لأىّ من كان فى القصر الرئاسى، ومنهم رجل الأعمال الشهير محمد أبو العينين، الذى جعل موقع صدى البلد الإلكترونىن والقناة الفضائية، يطبلون لمرسى وللإخوان، ومع ذلك لم يسلم تماماً منهم، ومثله رجل الأعمال حسن راتب، والذى أظن أنه لن يسلم منهم أيضاً مهما فعل.

ولأن حكومة الإخوان الآن، ومن قبلها، حكومة الحزب الوطنى، تسيطر على حق البث الإذاعى التليفزيونى والإذاعى الأرضى.

ولأنها هى التى تتحكم عبر وزارة الاستثمار ووزارة الإعلام، فى البث الفضائى، ولأن الإخوان وحلفاءهم من سيتحكمون عبر القوانين القادمة، فى آلية حق إصدار الصحف.. فقد سدوا كل المنافذ أمام المبادرات الفردية، لتأسيس أى وسيلة إعلامية بتكلفة بسيطة.

فما معنى هذا؟

معناه أن الأفق مسدود وأسود، وأن صناعة الصحافة والإعلام فى خطر كبير، قد يؤدى إلى زوالها فى داخل مصر.

و..الحل؟

ليس هناك سوى أن يتحد هؤلاء فى مواجهة الاستبداد الإخوانى، ولا يهربون مثلما فعل ساويرس، وإذا لم يفعلوا، فلن يتم غلق صحفهم وقنواتهم، ولكنهم سيستولون بطريقة أو أخرى على أعمالهم.

"يعنى.. إذا كنت ميتاً.. ميتاً"، فعلى الأقل.. مت بشرف.


الجريدة الرسمية