رئيس التحرير
عصام كامل

مقبرة التنظيم السري للإخوان


أياً كانت النتائج التي ستصل إليها كارثة اختطاف جنودنا في سيناء، فسيكون الخاسر هو الإخوان.. فهذا التنظيم السري مثل أبطال التراجيديا اليونانية القديمة، يكاد يعرف الواحد منهم مصيره المأساوي، ومع ذلك يفعل كل شىء حتى يذهب إليه .. والحقيقة أيضا أن قادة هذا التنظيم يعملون بكفاءة حتى تجعل وصولهم إلى " مصيرهم المحتوم" أسرع بكثير مما توقعه أشد خصومهم.


واختطاف جنودنا وإذلالهم وإذلال المصريين، كشعب ومؤسسات ستكون نتيجته وخيمة عليهم، أيا كان الحل:

* ففي حالة حسم الجيش الفضيحة واستعادة جنودنا، ستنقلب الجماعات الجهادية في سيناء وفي كل مكان في مصر، ضد التنظيم السري للإخوان .. وهم الحليف الاستراتيجي للإخوان.

صحيح أنهم كانوا يدينون الإرهاب على استحياء ولكنهم كانوا يدعمونه، وفي كل الأحوال يستفيدون منه.. فما زلت أذكر الفرحة العارمة في عيون أعضاء من مختلف التيارات الدينية، بما فيها الإخوان عندما عرفنا خبر اغتيال الشهيد فرج فودة..  ولعل القارئ الكريم يتذكر منذ أيام ما قاله القيادي الإخواني حلمي الجزار لأحد المتهمين بتهريب الصواريخ إلى حماس، كلنا نتمنى أن نكون مثلك.

ناهيك عما نعرفه من رفض الرئيس مرسي منذ توليه اتخاذ مواقف حاسمة ضد الجماعات الجهادية المسلحة وغير المسلحة.. ورعايته بالصمت والتواطؤ هو والتنظيم السري الذي ينتمي إليه، على كل الدعاوى المتطرفة بتكفير الخصوم أو تهديدهم.. والآن سينقلب كل هؤلاء على الإخوان، وربما يستخدمون ضدهم العنف المسلح.

* وإذا قرر التنظيم السري للإخوان الحسم العسكري فسوف يخسر أيضاً قطاعات ليست قليلة من قبائل سيناء والتي يختلط لديها المفهوم القبلي مع التنظيمات الإرهابية، بمعنى أن بعض أعضاء هذه التنظيمات هم في النهاية أبناء عائلات وقبائل.. ولأن التنظيم السري للإخوان يفتقد أي رؤية للتعامل مع سيناء، فسوف ينقلبون عليهم وهذا عواقبه وخيمة.

* إذا تراخى التنظيم السري ولم يتخذ موقفا حاسماً، فسوف يخسر قطاعاً لا يستهان به من المصريين، الذين شعروا بالمذلة .. وهو ما يعني مزيدا من تدمير شعبيتهم التي بنوها بالباطل .. وهذا يعني مزيداً من الاحتجاجات والغضب الذي من الصعب التوقع إلى أين يصل.

* الخسارة الثالثة أياً كان الموقف الذي سيتخذه التنظيم السري للإخوان هو موقف مؤسسة الجيش، فما حدث إهانة لا تغتفر .. ورغم أنني لا أثق في قادة الجيش، لكن المؤكد في كل الأحوال أنهم يشعرون بمرارة.. والمؤكد أن كبار الضباط وصغارهم والجنود معظمهم يشعر بغضب، سينفجر في وقت ما.

الخلاصة هي ما بدأت بها هذا مقال، وهو أنه في كل الأحوال ومهما كانت الاختيارات، فسوف يكون هذا قفزة هامة في طريق وصول الإخوان إلى مقبرتهم.
الجريدة الرسمية