رئيس التحرير
عصام كامل

هنا القاهرة!


قبل بضعة أيام كان الرئيس "السيسي" في واشنطن بدعوة من الرئيس الامريكى "ترامب" لبحث عدد من الملفات في المنطقة، بالإضافة بالطبع للعلاقات الثنائية.. وأمس سعت المستشارة الألمانية "ميركل" لمناقشة الأوضاع في كل من ليبيا والسودان مع الرئيس "السيسي".. وقبلها بيوم كان المشير "خليفة حفتر" في زيارة للقاهرة، بالتأكيد تناولت العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش الليبي في طرابلس الآن.


وهكذا صارت القاهرة بالنسبة لكثير من الفرقاء رقما مهما في المنطقة لا يمكن تجاهله ممن يعنيهم أمر هذه المنطقة، بعد أن فرضت القاهرة نفسها على الجميع، عندما مارست دورها في محيطها الإقليمي، حماية لأمنها القومي، وللأمن القومي العربي أيضا.

من يريد أن يؤثر في الملف الليبى أو يكون له دور فيه لا يستطيع تجاهل دور مصر.. ومن يريد الاطمئنان على ما يحدث في السودان صار يحتاج أن يسأل القاهرة.. ومن يبغى الإسهام في القضية الفلسطينية بدور أو مشروعات يجد نفسه في حاجة أن يعرج على القاهرة أولا ليستطلع موقفها ورأيها..

لقد صارت القاهرة قاسما مشتركا في كل قضايا المنطقة، وذلك بعد أن نفضت عن نفسها غبار الانكفاء على الذات، أو النأي عن النفس، بلغة إخواننا في لبنان، وانتهجت سياسة خارجية نشطة وفاعلة لحماية أمنها القومى، حماية الأمن القومي العربي، بما يتناسب مع مكانتها في محيطها الإقليمي، والدور الذي ينتظره منها الأشقاء العرب، وكان يلح عليه المصريون في السنوات التي خلت، الذين كان يؤلمهم أن تتخلى مصر عن دورها القيادى النشط والمؤثر في المنطقة والعالم، وأن تترك هذا الدور لمن لا يستحق أو لا يقدر، ويحلمون باستعادة هذا الدور.

الجريدة الرسمية