رئيس التحرير
عصام كامل

ترامب وحب إسرائيل!


أن ينبري رئيس للدفاع عن مواطنى بلده ويسعى لحمايتهم من مسئولية ما ارتكبوه من جرائم في حق شعوب أخرى، أمر يمكن فهمه، حتى وإن كان يطعن في مصداقيته ومصداقية ما يدعيه من مبادئ ومثل والتزام بحقوق الإنسان.. لكن أن يفعل رئيس ذلك بالنسبة لمواطنى دولة أخرى فهذا أمر يثير الدهشة والعجب، خاصة إذا كانت هذه الدولة ترتكب بشكل فج وصارخ جرائم ضد الإنسانية في حق شعب تحتل أرضه وتسلب حقه في الاستقلال والحريّة.


غير أن ترامب الرئيس الأمريكى فعل ذلك.. فهو لم يكتف بالهجوم على المحكمة الجنائية الدولية، والدعوة إلى حماية الأمريكيين الذين ارتكبوا جرائم حرب سواء في أفغانستان أو العراق من ملاحقتهم ومساءلتهم وعقابهم على هذه الجرائم، وإنما طالب أيضا بهذه الحماية للإسرائيليين الذين يمارسون يوميا اعتداءات بحق الفلسطينيين، الشعب الوحيد الذي لم ينل استقلاله في العالم، ويرتكبون ضده جرائم وحشية تفوق جرائم النازي.

لقد فاق ترامب، كما يرى البعض، كل الرؤساء الأمريكيين في دفاعه عن الإسرائيليين وتوفير الحماية لهم ودعمهم فيما يرتكبونه من جرائم بشعة بحق الفلسطينيين.. لقد بدا أنه يغلب مصالح الإسرائيليين على مصالح الأمريكيين الذين يرأسهم، وكأنه رئيس لإسرائيل وليس للولايات المتحدة الأمريكية..

غير أن من يتفحص بدقة مواقف الولايات المتحدة منذ زرع إسرائيل في منطقتنا سوف يتبين أن الانحياز الإدارات الأمريكية للإسرائليين كان دوما موجودا ومستمرا، والجديد فقط في إدارة ترامب أنها تجاهر بذلك غير مكترثة لا بمشاعر حلفائها وأصدقائها من بعض العرب، ولا بالحرص على أن تبدو أمريكا كما كانت تحرص دوما مدافعة عن حقوق الإنسان!
الجريدة الرسمية