رئيس التحرير
عصام كامل

تمزيق الوطن العربى.. وجمال حمدان الحاضر دائما!


هل يراد لنا كوطن عربى أن نكون على قلب رجل واحد؟ هل يريد لنا الغرب التقدم، وأن نصبح من الكيانات القوية مثل الاتحاد الأوروبي؟

نعود إلى ما يقرب من نصف قرن، نجد أن أفضل صور التوحد العربى كان في انتصار السادس من أكتوبر، وتجلت الوحدة في أروع صورها، جنود يواجهون العدو الصهيونى على الجبهة، وهناك من قطع البترول على الغرب حتى يوقف الدعم للصهاينة أثناء الحرب، وهناك من دعم بالسلاح أثناء الحرب، وهناك من جعل الدول الأفريقية تقطع علاقتها مع الكيان الصهيوني..


في ذلك الوقت أدرك الغرب حقيقة مهمة وهى أن وحدة العرب يمكن أن تكون قوة يحسب حسابها عالميا، من هنا كان تخطيط الغرب الأمريكى حامى الكيان الصهيوني أن يمزق تلك الوحدة، فحدث أن البعض من قادتنا اعتقد أن الارتماء في أحضان أمريكا والغرب يعني أننا سندخل جنة الرأسمالية ورفاهية وركوب السيارات وانسف حياتك القديمة..

أشعلوا نار الحرب الأهلية في لبنان، وأشعلوا الحرب العراقية الإيرانية، وانغمست في مباحثات كامب ديفيد، وأصبح الجميع في اتجاه عكس الآخر، خاصة بعد توقيع كامب ديفيد واشتعال الحروب وهلل الغرب الأمريكى لأن ما كان يخطط له أعداء الوطن العربى أن يحدث في عشرات السنين حدث فقط خمسة سنوات من 1974 إلى 1979..

ولم يتعلم العرب، وارتفعت نعرات الزعامة لدى أكثر من حاكم وتزلزل العرب مرة أخرى بسبب غزو العراق للكويت، وتفككت أكثر وأكثر، ومن بعيد يضحك اعداء العرب، دمروا العراق صاحبة ثاني أقوى الجيوش العربية، حطموا سوريا صاحبة الجيش المواجه الكيان الصهيونى، ولا يزال أعداء العرب يضيق الخناق عليها، السودان تم تقسيمه، ليبيا تم تفتيتها، اليمن السعيد لم يعد سعيدا..

كل هذا ولم ندخل الجنة التي وعدنا بها البعض عندما نكون في دائرة الأمريكان والغرب، 45 سنة من الارتماء في أحضان الغرب لم تبنى مصانع ولا دعمنا بتكنولوجيا متقدمة ولا أي شىء يستحق، بل زادت الديون على جميع الدول العربية بدون استثناء، يا ترى لو أننا حسبنا بالورقة والقلم كم الفاتورة التي دفعها العرب في 45 سنة؟

كم دفعنا في حرب أهلية في لبنان بلا أي هدف، كم دفعنا في الحرب العراقية الإيرانية، كم دفعنا في غزو العراق للكويت.. كم دفعنا في تدمير سوريا وسحق العراق وتقسيم السودان وتمزيق ليبيا، حتى مصر كم دفعت في التغيير في 25 يناير وثورة 30 يونيو؟

فواتير دفعها العرب لو تم توجيهها لخدمة الشعوب وبناء المجتمعات العربية لأصبح الوطن العربى تجمعا حاكما ومؤثرا في كل العالم، الغريب أن حكامنا لا يدركون أن وحدتهم مهمة ليس فقط لمجرد يكون الأفضل ولكنها مهمة للوجود، وهنا أتذكر كلمات لابن مصر العبقرى د. جمال حمدان كان يرد فيها على البعض ممن قال في السبعينيات أن مصر بدون العرب أفضل..

قال حمدان: إن مصر حباها الله بموقع جعل العالم ينظر لها ويطمع فيها، وخلقها الله قائدة للعرب، قدرا ليس اختيارا لأن مصر بدون العرب تسقط.. والعرب بدون مصر يسقطون.. العرب ومصر كيان واحد من أجل الوجود!

أين أنت يا ابن مصر لترى وقد تمزق العرب وأصبح حالنا لا يرضى أي صاحب عقل وضمير.. وسيظل دائما مصر هي المنقذ.. والأمل في لم شمل العرب في مواجهة الغرب العدو لنا مهما تظاهروا من نفاق، لأن وحدة العرب تخرب مصانعهم وزراعاتهم وأسلحتهم..

وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر. 
الجريدة الرسمية