دفاعا عن أستاذ "البنطلون"!!
"إمام رمضان إمام" أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر طلب من تلامذته في محاضرة مكتظة بالطلاب، أن يخرج ايا منهم أمام زملائه ليحصل على امتياز، مقابل تنفيذ طلب وحيد له مهما كان، صعد إلى الأستاذ عدد من الطلاب، فوجئوا بالأستاذ يطلب من كل واحد فيهم خلع بنطاله، فإن لم يفعل فإنها سيرسب في مادته، رفض الجميع تنفيذ الطلب، هنا تدخل الأستاذ، وطلب من الحضور في المدرج التصفيق لزملائهم الذين رفضوا عرضا دنيويا مقابل تنازلهم عن الحياء والأخلاق التي تعلموها.
في اليوم التالي كرر التجربة في موضع آخر، ورفض الطلاب تنفيذ الأمر رغم فداحة الثمن، في اليوم الثالث فعلها في موضع ثالث، وكانت المفاجأة عندما شاهد أحد الطلاب زملاءه الرافضين لتنفيذ الأمر، فانبرى وصعد إلى مقدمة المدرج وخلع بنطاله، هنا قال الأستاذ لتلامذته: هذا هو من باع دينه بدنياه، باع أخلاقه وإيمانه وحياءه مقابل الحصول على امتياز، أحد الطلاب صور الواقعة وعرضها على مواقع التواصل الاجتماعي فقامت الدنيا ولم تقعد.
أحيل الرجل للتحقيق بعد وقفه عن العمل، وقيل إنه فصل من الجامعة، وهو ما أتصور أنه سيكون خطيئة كبرى، إذ لا يجوز الحكم على أستاذ جامعى أو على أي إنسان دون تحقيق، أظن أن أستاذ العقيدة والفلسفة خرج عن النص الرتيب في التعليم، وأراد أن يقدم نموذجا مختلفا للوصول إلى غايته التعليمية، وهو أمر وإن اختلفنا معه يصل بالطلاب إلى الفهم الواعى لقضايا الانفصام بين الأقوال والأفعال، أي إن غاية الأستاذ سامية، وكان يجب الإنصات إليه، بدلا من فصله أو القدح فيما فعل.
أيضا يجب أن ننظر إلى الهدف الذي أراد الأستاذ أن يصل به إلى طلابه وتلامذته، وهو اختبار قاس يمر على الإنسان مرات ومرات في حياته، عندما تعرض عليه الدنيا مقابل قيمه وأخلاقه وإيمانه، كثيرون منا يخلعون البنطال في اليوم عدة مرات لأمور دنيوية، ويتنازلون عن القيم المثالية، وعن إيمانهم، وعن عقائدهم.. أرجوكم استمعوا للرجل في تحقيق يراعى الغاية التي أرادها لتلامذته، وإلى طريقته في الخروج عن النصوص المملة!!