مصر والسلاح الروسي!
عندما أبلغ الرئيس الامريكى السابق "أوباما" وزير الخارجية المصرى "نبيل فهمى" في خريف عام ٢٠١٣ أنه اتخذ قرارا بتجميد المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر، رد عليه وزير خارجيتنا وقتها قائلا: "إن هذا قرار خاطئ، وإنه سوف يسعى لتأمين احتياجات الأمن القومى المصرى"..
ومن وقتها انتهجت مصر سياسة تنويع مصادر السلاح.. حيث حصلت على أسلحة روسية، وأسلحة فرنسية وأخرى ألمانية بجانب الأسلحة الأمريكية التي كانت في حوزة قواتنا المسلحة.. وبعد أن تراجع "أوباما" عن قراره، استمرت مصر في انتهاج هذه السياسة..
سياسة تنويع مصادر السلاح، وعدم الاعتماد على مصدر واحد أو بلد واحد في هذا الصدد.
وليس هناك ما يشير إلى أن مصر يمكن أن تتراجع عن هذه السياسة التي بدأت تنتهجها بعد ٢٠١٣، حتى وإن عبرت أمريكا عن عدم ارتياحها، أو حتى غضبها، من قيامنا بشراء أسلحة غير أمريكية.. وفى هذا الإطار يمكننا أن نستنتج أن التهديدات التي أفصح عنها وزير الخارجية الأمريكى لنا منذ أيام من داخل الكونجرس الأمريكى لاعتزامنا شراء طائرات سوخوى ٣٥ الروسية، لن تجعلنا مترددين في إتمام هذه الصفقة مع الروس التي سبق أن أعلنت السلطات الروسية عنها.
إن واشنطن تخوض الآن حربا ضد الروس، لأن تجارتهم في الأسلحة صارت تهدد مبيعات الأسلحة الأمريكية، بعد أن توسع الروس في إيجاد أسواق جديدة وعديدة لأسلحتهم..
وبالتأكيد نحن نعرف ذلك وندركه، ولكن نحن لنا مصالحنا التي نحافظ عليها، وأمننا القومى الذي نحميه، وسوف نسعى لضمان هذه المصالح والحفاظ على هذا الأمن.. ودعم قواتنا المسلحة بكل ما تحتاجه، ولن نضع أصابعنا تحت أسنان أحد..
ولذلك مضينا في تنفيذ صفقات السلاح مع فرنسا، ثم مع ألمانيا، رغم عدم ارتياح الأمريكان، ومن قبلهم الإسرائيليين.