رئيس التحرير
عصام كامل

دبلوماسيون عن ولاية نتنياهو الجديدة «عملية السلام تعود للمربع صفر».. مطالب بتوحيد الدول العربية لمواجهة المخططات الصهيونية.. «العرابي» الفوضى مستمرة.. و«الأسطل»: الاستيطا

فيتو

اعتبر مراقبون ومحللون سياسيون، فوز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بولاية خامسة، بداية مرحلة خراب على المنطقة العربية وخصوصا في الملفات الملتهبة في فلسطين وسوريا ولبنان، مشيرين إلى أنها تعتبر نسفا للقضية الفلسطينية وتحديا للإرادة العربية، وطالبوا الدول العربية بالتوحد ونسيان الخلافات البينية، لمواجهة مخططات نشر الفوضى التي تنفذها الإدارة الأمريكية، وتستخدم فيها إسرائيل، مؤكدين أن الخلاف الفلسطيني _ الفلسطينى أحد العوامل التي ساعدت على تقوية شوكة دولة الاحتلال.


المخططات الاستيطانية
وقال الدكتور سعيد أبو على، الأمين العام المساعد، رئيس قطاع فلسطين والأراضي المحتلة لدى جامعة الدول العربية: إن فوز بنيامين نتنياهو برئاسة الوزراء للمرة الخامسة يعتبر إعلانا رسميا من قبل دول الاحتلال الإسرائيلى للمضي قدما في تنفيذ المشاريع والمخططات الاستيطانية التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.

وأوضح أن إعطاء الإسرائيليين أصواتهم لنتنياهو يعتبر استمرارا للعدوان بكل وضوح على القضية الفلسطينية، وتحديا للأمة العربية بشكل عام، لكونه عدوانا على حقوق الأمة العربية والإسلامية وعلى القدس والمقدسات وتداعياته خطيرة على الاستقرار في المنطقة بأسرها، وأشار إلى أن تداعيات فوز نتنياهو بالغة الخطورة للقضية الفلسطينية وعلى المنطقة وبمثابة تحدٍ صارخ للإرادة الدولية، ولا تتوقف مجابهته على أنه أولوية لنضال الشعب الفلسطيني وصموده الذي لابد أن يكرس له كل أنواع الدعم والتعزيز والتمكين.

لا جديد
من جانبه قال السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق وعضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن فوز نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية لن يضيف أي جديد في القضية الفلسطينية، التي تعيش حاليا في مرحلة تدهور، مشيرا إلى أنه لن يكون هناك تغيير في موقف في الإدارة الأمريكية التي ستسير على نفس النهج.

وأضاف «العرابى»: «الظروف التي تمر بها المنطقة حاليا صعبة، والإدارة الأمريكية لا تحل شيئا، ونتوقع مزيدا من التدهور، ومعسكر السلام في إسرائيل تآكل منذ فترة كبيرة، ويبدو أن الخيار الدائم لديهم هو الشر، والأمور صعبة للغاية فيما يخص القضية الفلسطينية، ولا أرى أن هناك من يملك البصيرة لدفع عملية السلام للأمام، حتى نجد حلا للقضية الفلسطينية»

وتابع: «لا أعتقد أن الغالبية العامة في إسرائيل لديها الرغبة في الاحتلال والحرب المستمرة، لكنهم انتخبوا نتنياهو لكونهم يجدون أنه يحقق لهم إنجازات سياسية واقتصادية، والاحتلال المستمر لا يخدم إسرائيل لكنها مكاسب وقتية فقط، وعلى الوقت الطويل لن تفيد شيئا، كما أن الجولان شق إستراتيجي خاص بدعاوى أمنية لإسرائيل، وتعد منطقة عازلة لهم تبعدهم عن الخطر الإيرانى، ومن الأفضل لإسرائيل إعطاء الفلسطينيين حقوقهم، وأن يكون هناك تقارب حتى يحد من التوتر لكنهم لن يسعوا لذلك، لأنهم ينظرون دائمًا من منظور ضيق للغاية».

فوضى عربية
وأوضح أنه فيما يخص الفوضى في المنطقة العربية فيبدو أن المنطقة مكتوب عليها الاستمرار في هذه الحالة، بما يحدث في ليبيا واليمن والسودان والجزائر، وأرى أن هناك نضجا سياسيا كبيرا في المنطقة، وفى نفس الوقت هناك ضعف في الاستقرار، ولابد أن يكون النضج السياسي والاستقرار متلازمين.

واختتم حديثه قائلا: «من المؤكد أن الحراك السياسي يؤدى إلى مرحلة استقرار جديدة في السياسة والاجتماع والاقتصاد، ولكن هناك فرق بين الحراك السياسي والصراعات المسلحة، وما يحدث في السودان هو حراك سياسي مثلما حدث لدينا في 2011 وحصلنا على نتائجها، والأمر حتى الآن غير واضح في السودان، لكننا دائمًا نراهن على الشعب السودانى، وأن تكون لديه ثقافة وحرص على بلاده ونتمنى له الخير، والسودان له تركيبة سياسية معقدة النسيج شعب واحد والتركيبة معقدة لديهم أحزاب مدنية سياسية قوية، ومؤسسة عسكرية قوية أيضا، ولها ماضٍ طويل في حكم السودان، ولديهم دائمًا طبيعة خاصة في التطورات الداخلية بالبلاد، والأهم حاليا هو الحفاظ على السودان حتى لا تكون مراحل تقسيم جديدة تدعو للقلق»

وأشار إلى أن الجزائر ستستقر أسرع من السودان، وأعتقد أن الشعب الجزائري ليس لديه رغبة عدم الاستقرار، وسيسعى للانتهاء من هذه المرحلة، موضحا أن السودان لا نحكم عليه حاليا نظرا لأن الخيوط متشابكة هناك، والأمر يحتاج إلى بعض الوقت، وسيكون هناك غليان سياسي دائمًا نظرًا للحراك القوى بداخلها، وسيظل كثيرًا حتى تتضح الرؤية والأمور.

فوز مرتب
وأكد الدكتور تحسين الأسطل، عضو المجلس الوطنى الفلسطينى، ونائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين، أن فوز نتنياهو كان مرتبًا له ولم يأت صدفة، نظرًا للتحالف الكبير بين الإدارة الأمريكية ونتنياهو، وتحديدًا تعاونه مع المعسكر الصهيونى في الإدارة الأمريكية التي تريد تنفيذ مخططات في الدول العربية والشرق الأوسط.

وأوضح أنه حينما أعطى الرئيس الأمريكى دونالدو ترامب الملفات المهمة مثل الجولان والقدس لنتنياهو حقق له عنصرًا كبيرًا يساعد على النجاح في الانتخابات في الوقت الذي تعرض فيه نتنياهو لهزات كبيرة تشمل الاتهام بقضايا فساد، ونوه إلى أنه لأول مرة نرى المجتمع الإسرائيلى يتجه إلى اليمين ويبتعد عن القادة العسكريين، مشيرًا إلى أن الناخب الإسرائيلى أعطى الصهيونية صوته قبل أن يعطى الاقتصاد أو العسكر مما يعطى انطباعا بأن هناك قوى يمين متطرفة تحكم إسرائيل بقوة ودعم أمني.

وطالب «الأسطل» الأمة العربية والداخل الفلسطينى بتوحيد كامل طاقتهم لمواجهة المخططات التي تضعها الإدارة الأمريكية والصهيونية، مركزًا على أنه لم يعد هناك شيء خفى وأصبح كل شيء واضحا على الطاولة، وأشار إلى أن أول شيء مطلوب عقب فوز نتنياهو يتعلق بإنهاء الانقسام الفلسطيني، وإعادة اللحمة إلى القضية الفلسطينية، وتوحيد كل الأطر تحت منظمة التحرير الفلسطينية، وكذلك ضرورة رص صفوف الأمة العربية ومحاربة الإرهاب للتفرغ للمخططات الإسرائيلية.

القوى المتأسلمة
وأكد أن الطعنة الأولى لتنفيذ المخطط الإسرائيلى لتفتيت الأمة العربية جاءت بعد تحركات ما سمى بالقوى المتأسلمة، والتي أضعفت الأمة العربية، وبالتالى لابد من إنهاء الجماعات الإرهابية حتى نتفرغ للمخططات الإسرائيلية التي باتت تفرض وقائع جديدة على الأرض وباتت واضحة، ودعا العرب والفلسطينيين إلى التحدث بصراحة في كل ما يخص القضية الفلسطينية لأنه أصبح لا يخفى على أحد الحقائق والأدوار الدولية التي تعبث في هذا الملف، خاصة أن أمريكا وإسرائيل يتحدثان صراحة في هذا الأمر، لأن المستهدف الوطن العربى ونظامه الحر والدولة الفلسطينية، مشددا على أنه أصبح من غير المقبول «الطبطبة» من هنا أو هناك على قطر أو أخذ الحلول الوسط.

وأوضح نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين، أن ما يعنى إسرائيل في صفقة القرن حصلت عليه ويتمثل في الاعتراف الأمريكى بسيادة الكيان الإسرائيلى على الجولان، وكذلك اعتبار القدس عاصمة دولة الاحتلال فضلًا عن حصولها على وعود بضم مزارع شبعه وضم ما خلف الجدار في الضفة الغربية ومن المتوقع أن تنفذ هذه الوعود إسرائيليًا وتأخذ غطاء أمريكيا.

صفقة القرن
وفيما يتعلق بالجانب العربى المتعلق بصفقة القرن قال إنه ما زال هناك تخوف ورفض عربى لصفقة القرن، مؤكدا أن أخطر شيء يتمثل في صفقة القرن أنها تفرض على العرب فرضًا، ونجد أنفسنا واقعين فيها بسبب تدخلات أو هجمات خفية تدعى الإسلام متمثلة في الجماعات الإرهابية التي من الممكن أن ترتكب أفعالا تدفع لتنفيذ صفقة القرن.

وأشار إلى أن ما حدث في مصر والعراق وسوريا وليبيا كان المراد منه إضعاف الأمة العربية وانشغالها لتنفيذ صفقة القرن بضغط لا يستطيع أحد إيقافه، لذلك على الجميع تحمل المسؤوليات، مطالبًا حركة حماس إنهاء الوضع الموجود في قطاع غزة، وإعادة غزة إلى السلطة الفلسطينية لإفشال خطة صفقة القرن، وأشار إلى أن حماس ساعدت في فوز نتنياهو بولاية خامسة، منوهًا إلى أن البعض يرى أن إطلاق الصواريخ يضعف نتنياهو على عكس الحقيقة، حيث إن الإسرائيليين يهمهم السلامة الأمنية في المقام الأول، وإمكانية تحقيق الجانب الأمني من قبل نتنياهو، وكانت الرسالة واضحة عندما قال إن حماس تنفذ أجندة حكومته تعمل عليها، وأن الانقسام الفلسطيني لصالح الإسرائيليين حتى لا يقع في مجال الشك أمام المجتمع الإسرائيلى لذلك الإبقاء على حالة الانقسام هو الأفضل لنتنياهو وحكومته.

وشدد على أن الدولة الوحيدة التي يمكن الاعتماد عليها بشأن القضية الفلسطينية هي مصر، نظرًا لأنها عمود الأمة العربية حقيقة ودون أي مجاملات، مؤكدا أن ما تقوم به الدولة المصرية سواء على الساحة الفلسطينية أو العربية سوف يفشل صفقة القرن، لأن الأنظمة العربية منشغلة في قضاياها الداخلية، وهذه الآلية الأولى لتنفيذ صفقة القرن أثناء انشغال العالم العربي بمشاكله الداخلية، وركز على أن الرئيس العربى الوحيد الذي يتصدى لتنفيذ صفقة القرن بجوار الرئيس الفلسطينى محمود عباس هو الرئيس عبد الفتاح السيسي بشكل واضح ومعلن، والجميع يعقد عليهما آمالا كبيرة في مواجهة هذه الصفقة، مشيرا إلى أن باقى الأطراف العربية ربما تكون أطرافا داعمة للرئيسين، ولكن الدعم التي تقدمه هذه الدول لا يسمح لها بالتضحية بامتيازاتها السياسية لمنع صفقة القرن، مشيدًا بالموقف الأردني المواجه للصفقة حتى هذه اللحظة.

وأشار إلى أن الأمريكان استخدموا أفضل شيء لتدمير الأمة العربية، والمتمثل في «الدين» حيث استخدموا الجماعات والمنظمات الإسلامية لتنفيذ مخططها، مشيرا إلى أن من أطلق المخطط هم الديموقراطيون ومن نفذه الجمهوريون، لافتا إلى وجود معسكر صهيونى لدى الجمهوريين والديمقراطيين هدفه تنفيذ مخطط الفوضى الخلاقة في الدول العربية، وتنفيذ هذا المخطط من خلال أطراف ثالثة – تظهر على أنها تدعم الشعوب العربية أو تدعم القضية الفلسطينية ولكن في نفس الوقت تنفذ أكبر خطر عليهما.
الجريدة الرسمية