رئيس التحرير
عصام كامل

محمود السعدني يكتب: أنا وروز اليوسف

محمود السعدنى.
محمود السعدنى.

في مجلة صباح الخير عام 1968 كتب الكاتب الصحفى الساخر محمود السعدنى مقالا قال فيه :


سحبني يوسف السباعى من يدى بعد صدور مجموعتي القصصية (جنة رضوان ) في سلسلة الكتاب الذهبي لروز اليوسف.. ارتديت بدلة جديدة، ودخلت عليها شامخ الأنف، ثابت الخطى، فقد تصورت نفسى أحد كبار الكتاب في هذا العصر.

وحين اقتحمنا غرفتها أنا ويوسف السباعى وجدتها وسط مجموعة من المحررين تراجع بروفات.. نظرت إليّ وقالت ليوسف: وده مين ده راخر؟

رد السباعى في خوف : دا محمود السعدني.
قالت: لأ خلاص كفاية كدة مش حانطلع كتب تانى، وكفاية خسارة.

قال السباعي: لازم نشجع الشباب، فردت في حزم: أنا قلت لأ بس خلية يروح يقبض الفلوس حقه 40 جنيه مفهوم ؟

كانت على شفتي كلمات: ما هذا الذي تفعليه، أنا لست شيالا في محطة مصر والخلاف بينى وبينك على أجرة مشال، أنا أعطيتك إنتاج هو عصير عمرى وتجربتي في الحياة، وما ذنبى إذا لم يجد كتابى من يقرأه، هوه أنا تاجر في سوق العصر.

لكن ماتت الكلمات في حلقي وتراجع يوسف السباعى وسألنى ونحن نغادر الحجرة: هوه أنت متعرفش الست قبل كدة ؟

قلت له : لأ، فوضع يده على كتفى.. وكان هذا هو لقاؤنا الأول والأخير.

بعد وفاتها بأكثر من عام عملت في دار روزاليوسف التي كانت صاحبتها، وظل في مخيلتى رواسب هذا اللقاء وبحثت عن رصيد كتابى وعلمت أنها كانت على حق فقد باعت 120 ألف نسخة من كتاب طه حسين (المعذبون في الأرض).

وباع كتاب يوم الثلاثاء لأمين يوسف غراب 16 ألف نسخة، بينما باع كتابى 3 آلاف نسخة فقط، وكذلك كتب كل الشبان الذين ظهروا في سلسلة الكتاب الذهبي.

لكن ليس الذنب ذنبنا فقد كانت الجماهير لا تهتم إلا بإنتاج الكتاب الكبار المشاهير أصحاب التاريخ الطويل والبريق في الأدب والفن.

وكان جيل الشباب في حاجة إلى من يقدمه للناس ويتحمل الخسائر والتضحيات، ولقد تحملت السيدة روز اليوسف هذا العبء، وأشهد أنها كانت رائدة وعظيمة في هذا الميدان بالرغم من موقفها منى أنا شخصيا.
الجريدة الرسمية