"ترامب" وسد النهضة !

لعلها المرة الأولى التي يعلن فيها أن موضوع "سد النهضة" الإثيوبى قد تناولته مباحثات مصرية أمريكية، كما حدث في لقاء الرئيس "السيسي" بالرئيس الأمريكى "ترامب".. حيث جاء في حديث المتحدث باسم الرئاسة المصرية أن مباحثات الرئيسين المصرى والأمريكى تناولت موضوع "سد النهضة" الإثيوبى، ومشاورات ومفاوضات مصر والسودان وإثيوبيا حول ضرورة الاتفاق على طريقة ملء وتشغيل خزان السد.

ويأتى ذلك بعد أن انتهت آخر مباحثات سداسية مصرية سودانية إثيوبية دون التوصل إلى اتفاق حول الأمور الخلافية، أو دون تقدم هذه المباحثات خطوة إلى الأمام في عهد رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد "أبي أحمد" الذي تعهد علنيا أمام الرأى العام المصرى في زيارة له للقاهرة أن إثيوبيا لن تتخذ إجراءات تضر بحقوق ومصالح مصر المائية..

كما يأتى ذلك بعد أن أعلنت إثيوبيا استئناف العمل مجددا في بناء السد، بعد توقف لفترة لمراجعة ما وصفته إثيوبيا بأخطاء حدثت من قبل في عملية البناء، والإعلان رسميا في إثيوببا أيضا عن إنجاز نحو ثلثى عملية البناء، أي اقتراب إنجازه، دون التوصل إلى اتفاق يَضمن عدم الإضرار بمصر وحقوقها التاريخية في مياه النيل، الأمر الذي يقتضى تحريكها سريعا للمفاوضات مع إثيوبيا للتوصل إلى مثل هذا الاتفاق..

وربما كان طرح هذا الموضوع في مباحثات "السيسي" و"ترامب" يستهدف ذلك بالطبع، من خلال الحرص على تفهم واشنطن رؤية "مصر" في هذا الموضوع.

غير أنه ليس معروفا على وجه التحديد تفصيلا الدور الذي يمكن أن تقوم به واشنطن في هذا الأمر.. أي ليس معروفا مدى استجابة الرئيس الأمريكى لما سمعه من الرئيس المصرى.. إلا أنه يبقى أن إشراك الأمريكان من قبل مصر في هذا الملف هو تطور جديد مهم في هذا الملف.