رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

القوة الناعمة تدمر مصر


تأملت اليومين الماضيين تدوينات عميقة للمخرجة اللبنانية "ريما الرحباني"، ابنة السيدة "فيروز" ومديرة أعمالها، ورغم أن "ريما" كانت مشرفة على أسوأ وأفشل ما غنت "فيروز" وهو ألبومها الأخير، فإن ما كتبته دفاعا عن حقوق والدتها وإرث والدها الراحل "عاصي الرحباني"، جاء معبرا بشكل رائع عن التأثير المدمر للفن في الوقت الراهن.


ردّت "ريما" بشكل غير مباشر على منتقدي تحذيرها الأخير نجوم الفن من أن إصرارهم على أداء أغنيات والدتها "فيروز" دون موافقة مسبقة وخطية من "آل الرحباني"، سيضعهم تحت طائلة الملاحقة القانونية:

"تربيت معتقدة أن الفنان رقيق مُرهف عنده أخلاق ورسالة، عنده كرامة وعزّة نفس ونبل، ولا أستوعب كيف صار هذا التحول، يمكن لأن ما عاد فيه فن! يمكن لأن ما أحد تعب حتى يصل للنجومية! يمكن لأن صار الفن تجارة وشي تاني مش رح قوله!.. لكن صار دواعش الفن الآن أخطر من دواعش السلاح.. بالسلاح بيقتلوك مرّة.. بالفن بيقتلوك وبيقتلوا ولادك وناسك كل يوم وكل مرّة!.. إذا الفنانين مابيعرفوا الأصول ولا حقوقهم وواجباتهم، مش معناه إني أسكت، خصوصا إني صاحبة حق وصاحب الحق سلطان.. ما أقوله مش شغلتي وكان يفترض الدولة تطبق قانون حقوق الملكية الفكرية، لا أن تكون الملاحقة القضائية وسيلتنا مع المعتدين على حقوقنا".

"ريما" وضعت يدها على الجرح، الفن صار تجارة وأشياء أخرى لا يجوز تسميتها، وعليه لم يعد "قوة ناعمة" بل "قوة تدميرية" تأخذنا إلى الحضيض، بدليل فضيحة المقاطع الإباحية التي أغرقت "السوشيال ميديا" وطالت أسماء فنية لامعة يفترض أنها تقود الفكر وتوجه بأعمالها الأجيال الجديدة!!.

كما أستغرب صمت الأجهزة الرقابية والنقابات الفنية على ما تفعله "سما المصري"، لم تتمكن "سما" العام الماضي من عرض برنامج ديني، قالت انها تستضيف فيه مجموعة من الشيوخ والدعاة، فهل ييتقبل الجمهور منها حلقات دينية توعوية أو حتى يصدقها؟!.

نشرت "المصري" أخيرا مقطع فيديو وهي تسجل أحد الأدعية الدينية، لشهر رمضان وأغلقت خاصية التعليق تجنبا للهجوم والسخرية، لأن سلوكها وملابسها وتصرفاتها لا يستقيم معها طرح أدعية دينية.. وقالت "سما": "الناس اللي زعلانة عشان هاعمل أدعية دينية في رمضان وبتقول إني منافقة" وأكملت تقول: "أنا واضحة وصريحة قدام الناس مش عاملة شيخة قدام الناس ومن وراهم خرباها"!.

نموذج آخر من الفن المصري المدمر بامتياز يمثله "محمد رمضان" المتخصص في أعمال البلطجة والعشوائيات والمخدرات، والمصيبة يجري تقديمه على أنه نموذج وأيقونة وهو أفسد جيل بأعمال رديئة وأفكار غريبة تعكس تدني التعليم والفكر والثقافة، ولأنه لم يجد من يردعه تمادى بطرح أغنيات ثم أحيا حفل جماهيري مليء بالإسفاف والعري والإيحاءات والفن المبتذل، ما يستوجب ردعه بشكل عاجل.

نأتي إلى فنانة كانت نموذجا للرقي والفن الملتزم، لكن لا أعرف ماذا حدث منذ أعلنت عن زواجها الأسابيع الماضية؟. نعم هو شأنها الخاص، لكن لا يجوز أن تخلط أنغام بين فرحها بالزيجة الرابعة وما يحيطها من مشكلات، وبين إحساسها الوطني الذي ميزها طيلة مشوارها!.

حلت أنغام ضيفة على برنامج "طرب مع مروان" من تقديم الفنان "مروان خوري"، زميلها في لجنة تحكيم برنامج "الزمن الجميل".. مشكلة برنامج "طرب مع مروان" أنه يعرض على قناة "العربي" المعادية لمصر، القناة إخوانية الهوى وتمويلها قطري ويترأسها "عزمي بشارة" مستشار أمير قطر ووالدته، ومعروف بعدائه الشديد لمصر.

ولم تكتف "أنغام" بهذا بل صورت مع زوجها الموزع الموسيقي "أحمد إبراهيم" حلقة لبرنامج "توءم روحي" تقديم "نيشان" لتعرض في رمضان على قناة Bein" القطرية"، صحيح أن حلقات البرنامج جميعها صورت في بيروت، لكن "نيشان" كان أعلن قبلها أن البرنامج سيعرض في قطر خلال رمضان، وبخلاف "أنغام" تردد أن فنانين مصريين آخرين صوروا حلقات مع البرنامج نفسه، فهل هذا أيضا سيمر مرور الكرام دون محاسبة؟!

لا يفوتني أن "أنغام" كانت أول من دعم "شيرين" في المشكلة الأخيرة بتغريدة "شيرين بنت مصر ولا يمكن لأحد أن يشكك في مصريتها وحبها لمصر ولم تقصد الإساءة لبلدها وكفاية ضغط عليها شوية رحمة".

لماذا لم تطلب "أنغام" من "شيرين" أن ترحم مصر من لسانها السليط وتطاولها على البلد في كل حفل؟!.. لماذا لم تنصحها أن تلتزم الصمت وتكتفي بالغناء وتبتعد عن دور "المنولوجست" وتكف عن التنكيت والسخرية من بلدها.. لا نريدها أن تنافق وتمدح وتعدد المزايا كما تقول عن الدول الأخرى، بل فقط تحترم مصر!!

هذه نماذج بسيطة ممن أساءوا للبلد بطرق عدة ويجب أن يكون الردع بحجم الجرم، وإلا فعلى الدنيا السلام.
Advertisements
الجريدة الرسمية