رئيس التحرير
عصام كامل

مصر وصفقة "ترامب"!


ماذا يعنى ما قاله الرئيس "السيسي" لكبير مستشارى "ترامب" وصهره أمس، حينما التقاه في مقر إقامته بواشنطن، والذي أكد فيه أن مصر تدعم أي جهد مخلص للتوصل لأى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية؟


هذا الكلام له أكثر من معنى، أو يمكننا أن نستنتج منه أكثر من استنتاج.. الأول أن "كوشنر" - الذي يتولى إعداد وصياغة "صفقة القرن"- طلب من الرئيس "السيسي" أن يكون داعما لهذه الصفقة، ولعل ذلك هو المطلب الأساسى لواشنطن من مصر الآن، وهو أمر توقعناه مبكرا، لأن الإدارة الأمريكية لا تريد أن تواجه هذه الصفقة معارضة عربية بشكل عام ومصرية بشكل خاص، فتعرقلها أو تعطلها.

أما الاستنتاج الثانى من كلام الرئيس "السيسي" الذي نقله عنه المتحدث الرسمى للرئاسة، فهو يتضمن شروطا لتأييد أية مشروع أو صفقة لحل الصراع العربى- الإسرائيلى.. وفى مقدمة هذه الشروط أن يقدم المشروع أو الصفقة حلا عادلا ودائما للقضية الفلسطينية، يستند على حل الدولتين والمبادرة العربية، التي تتضمن مقايضة بين الأرض والسلام، وتقضي بإقامة دولة فلسطينية على أراضي الضفة وغزة، وتكون عاصمتها القدس الشرقية، كما تقضي بتحرير كل الأراضي العربية المحتلة.

وبالطبع عندما سمع "كوشنر" هذا الكلام من الرئيس "السيسي" تبين صعوبة أو استحالة أن تحظى خطته التي تعرف بـ"صفقة القرن" بتأييد مصرى، لأن هذه الخطة تناولت عمليا حتى الآن ما يتعارض مع أسس الحل العادل والدائم للقضية الفلسطينية، ابتداء من الاعتراف الأمريكى بسيطرة إسرائيل على القدس، ثم إهدار حقوق اللاجئين الفلسطينيين، ثم كما أعلن "نتنياهو" ضم مساحة كبيرة من الصفة الغربية لإسرائيل، مع بالطبع الاعتراف الأمريكى بضم إسرائيل للجولان السورية المحتلة.

وهنا يتعين علينا أن نترقب إجابة على السؤال الذي يفرض نفسه، وهو ماذا نتوقع أن يكون رد فعل واشنطن بعد عدم حصولها على ما تبغيه من مصر؟!
الجريدة الرسمية