رئيس التحرير
عصام كامل

هل تحتاج المدارس لبوابات تفتيش إلكتروني لمنع الجرائم؟.. الآلات الحادة تنتشر بين التلاميذ.. والضحايا بـ«الجملة».. «البسيوني» يطالب بمجالس تأديبية من الأساتذة.. و«نور الدين»

مجدي البسيوني مساعد
مجدي البسيوني مساعد وزير الداخلية الأسبق

أعمال البلطجة تحاصر الشباب من كل اتجاه، أفلام ومسلسلات وجرائم واقعية، تستقبلها أذهانهم في أصعب مرحلة وهي المراهقة، حيث الشخصية المهيأة لتبني مثل تلك الأفعال الإجرامية بسهولة، فيتجه أصحاب النفوس الضعيفة منهم إلى اصطحاب آلات حادة، وتصبح هي أسلوب حديثهم مع المختلفين معهم في الحوار، وخاصة في أكثر الأماكن تجمعا لهم كالمدارس.


وفي آخر حوادث الطلاب، شوّه تلميذ بالصف الأول الثانوي بمدينة المنزلة في محافظة الدقهلية، وجه زميله بآلة حادة، أثناء خروجهم معًا من أحد مراكز الدروس الخصوصية، وذلك بعد مشادة كلامية نشبت بينهما أثناء المزاح والحديث مع بعضهما، وتطورت المشادة إلى اشتباكات بالأيدي، وهدد الجاني زميله بآلة حادة، ولم يتركه إلا بعد أن أصابه بجرح طولي عميق في الخد الأيسر بطول 12 سنتيمترات، مما سبب له عاهة في الوجه، وجرحًا في يده اليمنى بطول 4 سم وكدمات متفرقة، وتم إجراء الإسعافات اللازمة له، واستقرت حالته الصحية.

هذا الحادث يفتح المجال للتفكير في كيفية مواجهة الأسلوب الذي يتبناه بعض الطلاب عند الاختلاف مع غيرهم في الرأي، بحمل الآلات الحادة واتباع أسلوب البلطجة، فكان أقرب المقترحات وضع بوابات تفتيش إلكتروني على أبواب المدارس تشبه بوابات الجامعات ومترو الأنفاق، فهل يمكن تحقيق ذلك؟

حل لا بأس منه
«حل لا بأس منه» يقول مجدي البسيوني مساعد وزير الداخلية الأسبق إن وجود السلاح في حد ذاته مع الطلاب أمر خطير للغاية، ولاسيما بسبب كثرة المشاجرات بينهم، ودائما ما تتحول تلك المشاجرات من فردية إلى جماعات، موضحًا أن وضع بوابات إلكترونية أمام المدارس حل ولكنه غير عملي.

واقترح مساعد وزير الداخلية الأسبق حلا آخر، بتكوين مجموعة من الطلاب يعملون في الجانب الأمني بالمدارس «شرطة مدرسية»، مؤكدًا أن الفكرة لا تعلم الطلاب الفتنة، ولكنها تعلمهم الحفاظ على مدرستهم وأمنها، منوها  أنه لا بأس من البوابات الإلكترونية، ولكنها لن تمنع المخدرات في المدارس، ونحن بحاجة لحل للأمرين، وخاصة أن هناك تجار للمخدرات يجندون الطلاب لترويجها داخل المؤسسات التعليمية.

وأشار «البسيوني» إلى أنه يجب تشكيل مجلس تأديب في المدارس وتقنينه، ويجري تحقيقات مع الطلاب الذين يُكتشف حملهم لسلاح أو أي آلة حادة، ويصدر قراره حسب فظاعة الموقف بالحرمان من مادتين أو السنة كلها، وبالتالي لا يضطر لإرسال الطالب للقسم أو عمل بلاغ ضده.

كما ينبغي اختيار أستاذ من الذين يدرسّون بالفصول للإشراف على حل مشكلات الطلاب، ومواجهة كافة معاناتهم النفسية وليس فقط المخدرات أو السلاح، ولم تقتصر مهمته على تلقين الدرس فقط، كما يحدث الآن بعدما انعدمت الهوايات والتربية الدينية الصحيحة وتدريس الخطوط، وأصبح التعليم حشوا لا أكثر ولا أقل.

التكلفة والعاملين

فيما أكد محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن عدد المدارس على مستوى الجمهورية يقدر بالآلاف، فكيف سيتم توفير بوابات إلكترونية لهذا العدد الرهيب، كما ستحتاج تلك البوابات لجيش مؤهل ومدرب جيدًا على التعامل.

ولفت «نور الدين» إلى أنه لابد من الاهتمام بالأفلام السينمائية التي تعرض لهؤلاء الطلاب، ومنع الترويج للبلطجة، والأخذ في الاعتبار أن هؤلاء الفنانين يعتبرون مثلا أعلى للطلاب، فنحن في الصغر تبنينا «الحلاقة الكابوريا ورفع كم القميص» من الفنانين، واليوم يقلد الطلاب الأعمال الفنية التي يشاهدونها.
الجريدة الرسمية