رئيس التحرير
عصام كامل

أعداء أنفسهم!


مفهوم أن يتعرض الجيش الليبى وقائده "حفتر" للهجوم من قبل كل من يبغى استمرار تقسيم ليبيا، واستمرار سيطرة الميليشيات المسلحة وبعض المنظمات الإرهابية على مساحات منها، وذلك بسبب قراره بالزحف على العاصمة طرابلس لتطهيرها من هذه الميليشيات المسلحة والمنظمات الإرهابية. لكن الغريب أن ينضم إلى هؤلاء بعض من يدعون أنهم ضد التطرّف والإرهاب بمصر في الهجوم على الجيش الليبى، وكأنه قد صارت لديهم عقدة خاصة تجاه أي قوات مسلحة..


نعم، نحن في مصر مع الحل السلمى لكل الصراعات في منطقتنا، بل والعالم كله، ومنها الصراع الليبى.. ولكن نحن أيضا لا نقبل تقويض كيان الدول الوطنية، ومع وحدة أراضى الدول وضد تقسيمها إلى دويلات صغيرة قزمية، والحفاظ على الدولة الوطنية يقتضى أن يكون لها جيشها القوى الموحد، لا أن تقع مدينة واحدة فيها تحت سيطرة ثماني ميليشيات..

كذلك نحن ضد الاٍرهاب، ومواجهة الإرهاب لا تتم بالتسويات السياسية مع التنظيمات الإرهابية، وإلا كان العالم قبل بتسوية سياسية مع تنظيم داعش ولم يحاربه، ومن قبله تنظيم القاعدة!، وإلا كنّا قد قبلنا أيضا بالتفاهم مع إرهابيي سيناء ولم نحاربهم! ومع ذلك لا بأس أن نكرر حديثنا عن التسويات السياسية للنزاعات المختلفة في منطقتنا ومنها الأزمة الليبية..

فهذا أمر يتعين أن تعلنه وزارة الخارجية المصرية أو الدولة المصرية..

أما انضمام بعض الذين لديهم عقدة تجاه الجيوش إلى الأطراف والحكومات التي تغذى هذا الصراع من خلال الدعم العسكري للميليشيات المسلحة، فهو أمر غريب ويثير الشك في جدية رفض هؤلاء للعنف للإرهاب، أو على الأقل يثير الشك في قدرتهم على اتخاذ مواقف سليمة..

فإن الهجوم على الجيش الليبى يَصْب فىً نهاية المطاف في مصلحة الميليشيات المسلحة بليبيا، ويتيح لها أن تستمر في دعم الإرهابيين الذين يقتلون أبناءنا.. انتبهوا أيها الغافلين فأنتم بذلك تعادون أنفسكم!
الجريدة الرسمية