حكاية أول نادٍ رياضي للحيوانات في مصر.. أسسه مهندس ميكانيكا داخل «الشمس».. «أحمد» يتفرغ لمشروع رعاية «الحيوانات الأليفة».. التدريب ومتابعة السلوك ضمن القائمة.. واستمارات
في نحو الثانية عشرة من ظهر الجمعة الماضية، توجهت السيدة نشوى ناحية سيارتها، برفقتها «آيس» كلبها الأبيض الكبير، الذي يبلغ من العمر عامين، قررت أن تستغل يوم العطلة الرسمية، لتصطحبه معها في جولة لاستنشاق هواء الجمعة الخفيف، لكن هذه المرة لم تكن الجولة في بعض الشوارع المحيطة بالمنزل كما هو معتاد، فكانت الوجهة «نادي الشمس» بحي مصر الجديدة، حيث يقام على مساحة 700 متر من النادي، أول مركز رياضي وتدريبي وترفيهي للحيوانات في مصر: «أنا سمعت عن النادي ده وإنه آمن وفيه خدمات جيدة للكلب، وقررت أروح بدلا من التمشية به في الشارع، والتعرض للمضايقات أو يتعرض لخطر الحوادث وخلافه، كان نفسي في مكان زي ده من سنين، الكلب في أحيان كثيرة يحتاج إلى اللعب في مكان فسيح بحري، وأنا أيضا أستطيع مشاركته هذه اللحظات».
البداية
منذ نحو عام من الآن، عكف «أحمد العجان» مهندس ميكانيكا، وصاحب ومنفذ مشروع تأسيس نادٍ ترفيهي للحيوانات داخل نادي الشمس الرياضي، على دراسة المشروع وأبعاده والعواقب التي يمكن أن تترتب عليه، وأيضا العائد النفسي الذي سيرجع له وللمشتركين، حينما يجد حلمه الذي رافقه منذ سنوات عمره الأولى يتحقق أمامه، «من وأنا عندي أربع سنوات وأنا بحب الحيوانات، كانت أول حاجة جت لي هدية بغبغانين فضلت مهتم بيهم وربيتهم لحد ما كبروا، ولقيت إنه أمتع حاجة في الدنيا لما تربي حيوان وتشوفه بيكبر قدامك ومبسوط وبيجري حواليك، من هنا جت الفكرة هي بقالها نحو سنة شغالين عليها، والنهارده الحمد لله شفت مجهود عمل أكثر من 18 ساعة يوميا، وعلى مدار عام متواصل، يؤتي ثماره».
خدمات جيدة
«أحمد» يرى أنه من حق الحيوانات التي يصطحبها أعضاء النادي، وحتى غير الأعضاء أن يتمتعوا بخدمة جدية، ويستمتعون بأوقاتهم كما يفعل أصحابهم، وهذا ما وجده في ردود فعل الزوار في اليوم الأول لعمل النادي: «الناس كانت مبسوطة بالتجربة وكلهم قالوا إنهم سعداء بوجود المكان الآمن ده نمشي فيه كلابنا ونستمتع بالخدمات دي، فيه نحو 12 خدمة مختلفة، تدريب كلاب وأصحابهم إزاي يتعاملوا معاهم».
هذا المشروع أخذ من «أحمد» الكثير، وكذلك من عمله وروتين يومه وطموحه كمهندس ميكانيكا سيارات، فقد ترك عمله منذ فترة طويلة، متفرغا لدراسة الموضوع: «أنا تركت الشغل وتوقفت عنه كمهندس ميكانيكا لأني مركز في المشروع ده من سنة بالظبط، وأنا كنت مشرفا ومصمم جميع المنشآت في المشروع أبنية وحمامات سباحة كنا بنشتغل لأكثر من 18 ساعة بشكل يومي».
طريق النجاح
على مساحة 400 متر خصصها أحمد وفريق المشروع كساحة خضراء فسيحة، فارغة من أية معوقات قد تتسبب في عدم نجاح الحيوان في التحرك بحرية داخل النادي، إلا من مجموعة من المقاعد الخشبية المخصصة لمالكي الحيوانات، حتى يتمكنوا من الجلوس في مواقع إستراتيجية لمتابعة سلوك الحيوانات أثناء ساعات اللعب: «كمان عملنا في الساحة حمام سباحة كبير وألعاب الرمل والكرة وغيرهم، وبندرب أصحاب الحيوانات أيضا على كيفية التعامل مع حيواناتهم في حالاتهم المختلفة، وإزاي يقدروا يتعاملوا معهم في وقت اللعب».
أكثر من 180 رجلا وسيدة اصطحبوا حيواناتهم ما بين القطط والكلاب والسلاحف، وأتوا إلى النادي منذ انطلاق موعد الافتتاح «بعد كده سيكون الموعد المخصص لعمل النادي وزيارات الأعضاء منذ 11 صباحا وحتى 12 منتصف الليل، الأعضاء سيدخلون مباشرة، أما غير الأعضاء فسيكون لهم استمارة اشتراك سيتم ملؤها ومن ثم يستطيعون بعدها التحرك بحرية داخل النادي».
في الـ300 متر المتبقين من المساحة المخصصة للنادي، والتي كانت على حد قول أحمد مهجورة تماما ومهملة، لا تضعها إدارة النادي في حسبانها، حتى بادر هو بطرح الفكرة على الإدارة، خُصص مبنى خدميا ضخما به معامل تحاليل وعيادات بيطرية يعمل بها متخصصون وعدد كبير من الأطباء، فضلا عن تخصيص موعد لبيع مستلزمات وأطعمة الحيوانات بكافة أنواعها، إضافة إلى وجود "كافيتيريا" يمكن لأصحاب الحيوانات الجلوس بها.
السيدة نشوى صاحبة أحد الحيوانات تقول: «أنا هنا بقدر أطلب اللي أنا عايزاه من الكافيتيريا، أيضا الكلب في رعاية صحية تامة خلال فترة اللعب، الأسعار رمزية حتى سعر العيادات منخفض، أنا حتى اللحظة الحالية لم أجد عيبا أو نقيصة واحدة في المشروع الذي يبدو من خلال النظر إليه من الخارج، بسيطا جدا».
بجانب نشوى تراصت سيدات أخريات، تحجب إحداهن أشعة الشمس عن عينيها بكلتا يديها، تراقب ما يفعله كلبها الذهبي وسط كومة الرمل الممتدة أمامه، بينما تركض أخرى خلف قطتها ممسكة بإحدى الكرات الملونة المتناثرة في أرضية الساحة.