نتائج الإصلاح الاقتصادي
بدأت مصر الإصلاح الاقتصادي في وقت عصيب، وكان بطل هذا الإصلاح هو شعب مصر الأبي، الذي تحمل قرارا صعبا يضمن لأبنائه حياة أفضل، ونضمن حماية أولادنا من بعدنا من الدخول في غياهب الفقر والتردي.
منذ أن اتخذ الرئيس السابق أنور السادات، رحمه الله عليه، أولى خطوات الإصلاح، لم يقم أحد من المسئولين بشرح الخطوات حتى يفهمها المواطنون، فضلا عن أنه تم تنفيذ بعض القرارات بطريقة عشوائية مثل قرار الانفتاح الاقتصادي، وللحق لو كانت تمت إجراءات الإصلاح في وقتها، لكانت مصر من أولى الدول في العالم المتقدم، ولكن مع مرور السنوات اكتشفنا الحقيقة التي لم تخف على أحد، أن مع الخلل الهيكلي بالموازنات في المصروفات والإيرادات، والتي كنا نعتمد في العجز على القروض والإعانات تسبب ذلك في استمرار الخلل مما جعل قرار إصلاح هذا الخلل أمرا واقعا.
عندما قررت مصر قيادة وشعبا، أن يكون طريق الإصلاح الاقتصادي هو الطريق الوحيد الذي سنسلكه معا، وسنحقق معا نتيجة واحدة هي أن تكون بلادنا على طريق التقدم، بلاد تستطيع أن تقدم حياة رغدة لأبنائها بعد سنوات، ومن المعلوم أن من لا يملك قوته لا يملك قراره ويعيش تحت رحمة الآخرين.
ومع أننا بدأنا متأخرين عن بلاد أخرى سبقتنا منذ سنوات، بخطط قوية، وخطوات سريعة إلا أن ما تم إنجازه على أرض الواقع كان كثيرا، فقرار ترسيم الحدود العالقة منذ سنوات في البحر الأحمر والبحر المتوسط، كان من أهم أسباب عدم استغلال ثرواتنا في مياهنا الإقليمية، فضلا عما تحقق من بنية أساسية بديلة عن التي تقادمت عبر السنين، وفتح آفاق الاستثمار في المنطقة العربية والأفريقية عبر بوابة مصر، التي حباها الله بموقع إستراتيجي وسط العالم.
كل ذلك كان مثيرا للإعجاب ليس بيننا وبين بعضنا، وليست أيضا شهادة ذات طابع عاطفي إنما طبقا لما أقرته المؤسسات الدولية لمستقبل مصر، منها مؤسسات للتقييم مثل "موديز"، و"فيتش"، ومنها البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي الذين أقروا بأن مصر ستصبح من أوائل الدول اقتصاديا خلال سنوات معدودة.
ليتنى أستطيع أن أرسل تحية إلى كل مواطن فهو من تحمل صعوبات الحياة، وهو يعلم أننا نعمل لمستقبل بلدنا وسيأتي يوم نتذكر فيه كم كنا معا أصحاب قرار واحد نحو التنمية، ومن أجل ذلك ومن أجل أبنائنا ومن أجل مصرنا الغالية سنعمل كل يوم بكل إيمان بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.