رئيس التحرير
عصام كامل

بدون عقل!


لست متفاجئا بالتقرير الفرنسي الذي تداوله الإعلام حول سقوط طائرة شركة مصر الطيران التي أقلعت من مطار شارل ديجول عام ٢٠١٦، رغم أن التحقيق لم ينته بعد في هذا الحادث.. فإن السلطات الفرنسية تريد أن تغسل يدها من الأمر، وأن تتهرب من مسؤوليتها باعتبار أن مطار الإقلاع هو مطار فرنسى، لأن ذلك يرتب مسئولية أخرى على فرنسا هي مسئولية دفع التعويضات لأهالي الضحايا.


لكننى مندهش من أن يتلقى بعض المصريين، خاصة المقيمين في فرنسا، ذلك التقرير وكأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه، أو كأنه تقرير صادق وسليم، وأن ما أشار إليه من توجيه تحذيرات للطائرة المصرية لوجود عيوب فنية فيها تحتاج لإصلاح قبل الإقلاع، لكنها تجاهلتها وأقلع طاقمها بها! 

هل وصلت بِنَا السذاجة إلى هذه الحال.. نصدق أن طاقم الطائرة يتجاهل تحذيرات بعيوب فنية ويقلع بالطائرة مغامرا بحياته؟! ألا يشبه هذا الكلام ما رددته مصادر أمريكية من كلام سخيف وفج حول انتحار الكابتن البطوطى بإسقاط طائرة مصر للطيران القادمة من نيويورك وكان على متنها عسكريون مصريون!

لماذا لا نستخدم عقولنا عندما نسمع شيئا ولا نندفع في تصديقه وترويجه، بل ومحاسبة أنفسنا وجلد ذواتنا؟! لماذا نغيب عقولنا دوما؟! إن أعمال عقولنا سوف يجعلنا نشك في هذا التقرير الفرنسي الذي تريد سلطات دولة الإقلاع أن تتهرب من مسؤوليتها حول الحادث، حتى تتهرب من دفع تعويضات لأسر الضحايا.. فإذا كان قائد الطائرة تجاهل تحذيرات سلطات الطيران الفرنسية وأقلع بالطائرة قبل إصلاح العيوب الفنية فيها كما يدعى التقرير الفرنسي، فلماذا وافقت سلطات الطيران الفرنسية ذاتها بإقلاع الطائرة أصلا؟! 

ثم أليس غريبا أن يتجاهل هدا التقرير الفرنسي ما كشفت عنه سلطات التحقيق من قبل عن وجود آثار لمواد متفجرة في بقايا الطائرة التي تم العثور عليها؟! 

قليل من العقل يا سادة يحمينا من الانسياق وراء كل من يريد تضليلنا وإخفاء الحقيقة أو تزييفها.. انتبهوا!
الجريدة الرسمية