العثور على التخطيط الأصلي لمسجد ومدرسة أحمد البجم أثناء أعمال ترميمه
عثر فريق الترميم الشامل الجاري بمسجد ومدرسة أحمد البجم بقرية إبيار، عن التخطيط الأصلى للمسجد، والتي تعود إلى عصر السلطان الأيوبى الكامل محمد، الذي توفى عام 635هـ، والتي تعاصر المدرسة الكاملية.
وهى طبقا للتخطيط العام للمدارس الأيوبية عبارة عن إيوان واحد، وأنشئ بها لاحقا قبة تضم قبر منشئها رضوان خضر، وعلى ذلك فإن المنشأة الأصلية باقية على أصولها ولم تزال، ولكن تم إضافة بقية الإيوانات والمئذنة في العصر العثماني، وهى بذلك أول مدرسة في الوجه البحري قاطبة ومن أوائل المدارس التي أقيمت في مصر، وبذلك فإن اللوحة التأسيسية للمدرسة في مكانها الأصلى منذ إنشاء المدرسة 629 هـ.
وكانت وزارة الآثار بدأت العام الماضي مشروع ترميم مسجد ومدرسة أحمد البجم بقرية إبيار، إحدى قرى مركز كفر الزيات التابع لمحافظة الغربية، ذلك بالتعاون مع إدارة المسجد.
وقال غريب سنبل، رئيس الإدارة المركزية للصيانة والترميم: إن هذا المشروع يُعد أكبر عملية ترميم شاملة للمسجد؛ حيث تتضمن ترميم القباب الضريحية الثلاثة الموجودة بالمسجد عن طريق إزالة طبقة البياض من خوص القباب حتى السطح، وتمت إعادة فتح الشبابيك في الجزء السفلي من كل قبة، والتي كانت تم غلقها بالطوب.
كما قام فريق العمل حاليا بتزرير الشروخ، ومعالجة الإصابات الحشرية الموجودة في الدبل الخشبية حول رقاب القبب، وإعادة بناء الطوب المفقود بجدران المسجد بنفس مواصفات الطوب الأصلي، وتعقيم وتقوية القباب.
وأضاف الدكتور وائل زكريا، مدير عام ترميم الآثار الإسلامية بوسط وغرب الدلتا، أن المسجد قبل الترميم كان يعاني من آثار أعمال ترميم خاطئة خلال التسعينيات التي أزالت طبقات البياض في الجزء السفلى به، واستبدالها بمونة أسمنتية لكنها أضرت بالأثر، كما كان يعاني أيضا من تأثير المياه الأرضية بسبب عدم وجود شبكة صرف صحي بالبلدة، ولكن الآن تم توصيل البلدة بشبكة صرف صحي، أفادت في خفض منسوب المياه الأرضية، وسوف يتم معالجة الجدران والعناصر المعمارية والزخرفية داخل المسجد.
يذكر أن جامع أحمد البجم كان في الأساس مدرسة تهدمت، وتجددت عمارتها كجامع في نهاية العصر الأيوبي، ولم يتبق من تلك المدرسة إلا اللوحة التأسيسية بجدار ضريح رضوان المطل على الصحن، وأصبح الجامع بنفس التخطيط تقريبا في العصر العثماني.
أما عن التخطيط الحالي لجامع البجم فهو عبارة عن مساحة مستطيلة الشكل تقريبا بطول نحو 34م، وعرض 17 م تقريبا، بالإضافة إلى حجرة مربعة بالزاوية الجنوبية الشرقية التي بها ضريح أحمد البجم الذي عرف المسجد باسمه.
ويتوسط الجامع صحن مكشوف غير منتظم الأضلاع طوله نحو 9م، وعرضه 7.70م، يطل عليه أربعة أروقة أعمقها رواق القبلة، وللجامع واجهة رئيسية هي الواجهة الشمالية الشرقية، وبقية الواجهات تلاصقها البيوت والمنازل، وتكمن أهمية هذه الواجهة أن بها المدخل الرئيسي، بالإضافة إلى المئذنة والقباب الضريحية الثلاث بالمنشأة، وتتخلل هذه الواجهات ثماني دخلات أهمها المدخل الرئيسي.