رئيس التحرير
عصام كامل

لا يفقهون !


أفهم أن يتصدى البعض من غير الجزائريين لتناول ما تشهده الجزائر من احتجاجات وحراك سياسي وخروج للجماهير في الشوارع أفضى حتى الآن إلى استقالة "بوتفليقة" قبل انتهاء ولايته بعدة أيام، وبعد أن أعلن عن عدم ترشحه لفترة رئاسية خامسة.. فهذا أمر طبيعى ويحدث في كل أنحاء العالم سواء مع الأحداث والتطورات السياسية الكبيرة وحتى الصغيرة..


ولكن أغلب ما يكتب وما يقال، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعى في مصر بخصوص أحداث الجزائر فاق كل ذلك وتجاوزه.. فنحن لسنا إزاء محللين يتناولون هذه الأحداث بما لديهم من معلومات، وإنما نحن أمام من لا يفقهون شيئا في شئون الجزائر، ولكنهم يسقطون فقط مواقفهم مما حدث في مصر منذ عام ٢٠١١ وحتى الآن على ما يحدث في الجزائر..

رغم الكثير من التباين في حالة كل من مصر والجزائر، ورغم اختلاف أدوار كل من المؤسسة العسكرية، والجماعات الدينية، بل وحتى الظروف الاقتصادية بين البلدين.

والأكثر من ذَلِكَ أن هؤلاء سمحوا لأنفسهم أن يقدموا النصائح للجزائريين، رغم أن منهم من يتشدق بمقولات مثل رفض التدخل في الشئون الداخلية.. فهم يطالبون الجزائريين بفعل ذلك وعدم فعل هذا، وأن يأخدوا حذرهم من أمور ما، وألا يقبلوا ببعض الأشياء، دون أن يعتبروا ذلك تدخلا فجًّا وسخيفا في أمور شعب شقيق من حقه أن تكون له تجربته الخاصة وأن تكون له مواقفه التي بالضرورة لا تشبه ما حدث عندنا.

إن الأغلب الأعم ممن يتناولون بالتعليق أو التحليل أحداث الجزائر في مصر لا يفقهون أوضاع الجزائر ولا ما يدور فيها، ولا علاقات القوى السياسية فيها ودور المؤسسة العسكرية.. باختصار هم محللون لا يعلمون شيئا، ومع ذلك لا يتوقفون عن التحليل والتعليق المستمر، والذي وصل إلى درجة توجيه الشعب الجزائرى إلى ما يرونه صحيحا من وجهة نظرهم التي لا تستند إلى معلومات!.. ومع ذلك لا يتوقفون!
الجريدة الرسمية