أحمد شوقي.. 40 سنة "طب" والكشف بـ20 جنيها.. رسالته لتلاميذه: «من يريد المال فليعمل بالتجارة».. قصائد الشعر وسيلة المرضى لشكر الطبيب.. ورفض المتاجرة بآلام الناس فلسفة «الدكتور» في ا
في محافظة القليوبية يبرز اسم الدكتور أحمد شوقي عزت زغلول، أستاذ الجراحة ووكيل كلية الطب بجامعة بنها سابقا، كأحد الأطباء الكبار الذين يتعاملون مع مهنة الطب باعتبارها رسالة وليست وسيلة لتكوين الثروات. عيادته الكائنة بشارع الكوبري ببنها، مقصد للفقراء الباحثين عن أمل الشفاء.
فلسفة خاصة
الرجل الذي تجاوز السبعين عاما في خدمة المرضى، لديه فلسفة خاصة به في التعامل مع مرضاه، مؤكدا أنه منذ زمن بعيد قرر الانحياز للفقراء واهبا بعضا من وقته وصحته لصالح التخفيف عنهم.
الشهادات العلمية والعالمية والزمالات تزين حوائط عيادته التي تعد بمثابة حائط لبطولات الطبيب الإنسان، ولكن وسط تلك الشهادات والاعتمادات الطبية تتزين الحوائط بقصائد شعرية أبدى بها الطبيب اهتمامًا خاصا، وعند سؤاله: «هل تحب الشعر لهذه الدرجة يا دكتور؟»، فما كان منه إلا أن قال: «ولا عمري كان ليا في الشعر لكن القصائد دي معظمها إهداءات من مرضى أعفيتهم من دفع الفيزيتا».
بالكاد حاولنا الحديث معه، لكنه أبدى تحفظا شديدا عن الحديث عما يقدمه من خدمات مجانية أو بأجر رمزي للمرضى.
20 جنيها
اكتفى الأستاذ الذي تخرج عليه يديه العشرات والمئات من الأطباء ويتجاوز كشفهم مئات الجنيهات، بما يحققه من محبة، وقرر ألا يتاجر بعمله وموهبته، فلم يتخط مبلغ الكشف في عيادته الخاصة في قرية ميت كنانة التابعة لمدينة طوخ بمحافظة القليوبية، الـ20 جنيها.
يتعجب الطبيب المخضرم، من السؤال حول الكشف وما يقدمه للمرضى فيرى أن السعر الرمزي للكشف أو مجانيته أقل شيء يمكن فعله ليشعر بمهنته، فقمة سعادته عندما يرى مريضا يتحسن على يده وقمة تعاسته عندما يثقل مريضا بالآلام ولم يشف تماما على يديه.
في رسائل الدكتوراه والماجستير نصيحته الوحيدة لتلاميذه: «من يريد الأموال لا يعمل بالطب، وإنما يعمل بالتجارة، فالطب ليس وسيلة لجمع المال»، كثيرا ما عُرض عليه وهو صغير عندما كانت مدينة بنها خالية تماما، وبها العديد من الأراضي الفارغة وعرض عليه أصدقاؤه شراء أبراج سكنية والاتجار في الأراضي، ولكنه رفض، وقال إن الطبيب يترفع عن الكلام في الأموال، فمهنته لا تستطيع الجمع بين الأموال والطب.