بعد هزيمة داعش.. الموصل تواجه معركة الركام والأنقاض
رغم مرور ما يقرب من عامين على هزيمة جماعات تنظيم "داعش" الإرهابي، خصوصًا في الموصل، إلا أن آثار وتبعات أفعال التنظيم لن تنتهي بسهولة، فقد كان العراقيون الذين عادوا إلى الحي القديم في الموصل يدركون أنه من الصعب العيش وسط الركام الذي خلفته المعركة مع تنظيم داعش، إذ لم تتم حتى الآن إعادة بناء أجزاء كبيرة من المدينة وأصبح السكان محبطين.
قلب الموصل
وبحسب تقرير أجرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أشارت من خلاله إلى المدينة القديمة التي كانت تقع على الجانب الغربي من نهر دجلة والتي كانت تعد قلب وروح الموصل، أصبحت الآن تلال من الركام والأنقاض، وأصبحت الشوارع مهجورة إلى حد كبير لا يقطنها إلا قلة قليلة من المواطنين الذين يسكنون المباني المليئة بالثقوب.
وتعرضت المدينة لدمار شامل جراء القتال بين جماعات تنظيم "داعش" الإرهابي والجيش العراقي، وأدى ذلك أيضًا إلى تدمير الجامع الكبير التاريخي لمدينة النوري ومئذنة الهضبة الشهيرة.
بيع الركام وتحذيرات لاصقة
وأصبح الأطفال في هذه المدينة البائسة يتسلقون أكوام الركام وسط رائحة الجثث والمواد المتفجرة المدفونة لإخراج المعادن لبيعها خردة كي يتمكنوا من مواصلة العيش.
ولم تستطع الشرطة العراقية منعهم من تكرار فعلتهم، حيث أنهم لم يجدوا أمامهم سوى طريقة واحدة وهي عرض ملصقات على الجدران تحذر الناس وخاصة الأطفال من عدم لمس أي أشياء مشبوهة.
نصر زائف
وعلى الرغم من سيطرة الحكومة العراقية بالموصل على جماعات "داعش" الإرهابية، عام 2017، إلإ أن ذلك لم يحسن حياة الأشخاص وخاصة الأطفال إلى الأفضل.. فالحياة هي الحياة الماء ليس نقيًا الطعام غير صالح.. لا مدارس لا مستشفيات.. جيل قادم غير جيد..رائحة الموتى تعبق أجواء المكان على حد وصف السكان لمراسل الشبكة البريطانية.
بداية ثورة جديدة
وأثار حادث العبارة الذي وقع مؤخرا في نهر دجلة والذي أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص غضب السكان، وأصبحت بداية ثورة جديدة بعدما خرج السكان إلى الشوارع يلومون المسؤولين المحليين عن الفساد والإهمال ومنذ ذلك الحين تم إقالة الحاكم وصدر أمر بالقبض عليه بتهمة الفساد.