رئيس التحرير
عصام كامل

"أردوغان" يبكي لعبته!


من أطرف ما قيل في وصف حالة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات المحلية، أن الحزب ورئيسه "أردوغان" يتصرف مثل طفل خسر أو انتزعت منه لعبته، وذلك في إشارة إلى خسارة حزب "أردوغان" الانتخابات في مدن كبيرة مثل أنقرة وإسطنبول. 


فالحزب قرر الطعن في نتائج الانتخابات فيها، في ذات الوقت فإنه وأنصاره يتحدثون عن فوزهم بالانتخابات على مستوى تركيا كلها بنسبة تفوق ٥١ في المائة، ويقولون إنهم ما زالوا يمسكون بزمام الأمور في تركيا، رغم أن نتيجة الانتخابات المحلية أوضحت أن نحو نصف الناخبين حجبوا أصواتهم عن مرشحى الحزب..

أما الإخوان الذين يدافعون بقوة عن "أردوغان"، فقد روجوا إلى أن الصعود الانتخابى للمعارضة التركية وفوزها في المدن الكبيرةَ، خاصة إسطنبول هو شهادة لصالح "أردوغان" ونزاهة الانتخابات المحلية، فهو نظم انتخابات فازت فيها المعارضة بنحو نصف أصوات الناخبين..

بينما تجاهل هؤلاء ما فعله "أردوغان" وحزبه وأجهزة حكومته من كل ما يطعن في نزاهة هذه الانتخابات، ابتداء من التضييق على المعارضة وملاحقة رموزها، وحتى أكشاك بيع السلع الغذائية بأسعار مخفضة، مرورا بخنق حرية الصحافة والإعلام والزج بكثيرين في السجون.

صحيح النتيجة العامة الكلية هو فوز حزب "أردوغان" بنحو نصف أصوات الناخبين، لكن في المقابل خسر أصوات قرابة النصف الآخر، كما خسر في المدن الكبيرة، وعلى رأسها إسطنبول التي يسيطر عليها انتخابيا منذ سبعة عشر عاما مضت، ولذلك وصفت الصحافة العالمية نتائج الانتخابات التركية بأنها مكسب بطعم الخسارة.

وهذا ما يوجعه ويؤلمه، ويدفعه لاستعادتها من خلال الطعون الانتخابية والتشكيك في النتائج الأولية التي أعلنتها لجنةً الانتخابات، فضلا عن تنظيم عمليات دعاية واسعة لمرشحه الرئيسي في إسطنبول وكأنه الفائز في الانتخابات.

لقد اعترف "أردوغان" بتلك الخسارة، ولذلك لنا أن نتوقع منه الكثير في أسلوب إدارته لتركيا خلال الفترة المقبلة، الكثير في اتجاه التضييق على المعارضة وليس العكس، وافتعال أزمات خارجية لجمع تأييد الأتراك مجددا وكسب تعاطفهم.
الجريدة الرسمية