رئيس التحرير
عصام كامل

تقول عكس ما تفعله!


قال الرئيس السيسي مرارًا وتكرارًا إنه لا سبيل للقضاء على الإرهاب إلا بمواجهة شاملة تقوم بها كل دول العالم؛ ذلك أن الإرهاب صار وباء عالميًا لا دين له ولا وطن؛ كما دعا إلى تجفيف منابعه والتصدي بحزم لكل من يدعمه بالمال أو السلاح أو بتوفير ملاذات آمنة أو حتى المتعاطفين معه، مناشدا المجتمع الدولي لوضع آلية فعالة للتعامل مع ظاهرة انتقال المقاتلين الأجانب من مناطق النزاع، ومنع انتشارهم في بقية دول المنطقة حتى لا يعيثوا فيها تخريبًا وتدميرًا.


مصر دائمًا في طليعة الحرب على الإرهاب، تكافح لفضح تنظيماته المسلحة والمدربة والممولة من دول عربية وأجنبية.. ولا نبالغ إذا قلنا إنها تحارب الإرهاب نيابة عن العالم كله وتقدم الشهداء تلو الشهداء؛ دفاعًا عن الإنسانية وقيم الحضارة وحقوق الإنسان وعلى رأسها الحق في الحياة.

والسؤال: ماذا تستفيد الدول الراعية للإرهاب.. والإجابة ببساطة أن قوى الشر تريد إحكام السيطرة على عالمنا العربي ليس بالاحتلال العسكري التقليدي بل بغرس بذور الفتنة في أوصاله عبر جماعات تتخذ من الدين ستارًا لها.. مثلما فعلت بريطانيا حين زرعت جماعة الإخوان في مصر في بدايات القرن الماضي، ثم بعد أفول نجم إمبراطوريتها العظمى تسلمت الولايات المتحدة الراية، وتكفلت بدعم جماعة الإخوان التي لم تعترف واشنطن حتى هذه اللحظة بأنها جماعة إرهابية رغم قيامها بأعمال إرهابية مفضوحة وموثقة.

وليس مستغربًا والحال هكذا أن تدافع عن جماعة الشر دول تقدم كل صور الدعم للإرهاب جهارًا نهارًا بلا حمرة من خجل.. والأدهى أنها تقول في المحافل الدولية عكس ما تفعله.. تقول إنها تحارب هذا الإرهاب وتقف له بالمرصاد بينما هي في الواقع صانعة هذا الإرهاب وأكبر داعميه.. وثمة دول عديدة تفعل ذلك وهي تركيا وقطر وإيران وأمريكا ذاتها.

ورغم أن قادة الدول الكبرى يزعمون أنهم يسعون للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي فإن عناصره لا تزال تعيث في منطقتنا العربية فسادًا.. ثم من سمح لعناصر هذا التنظيم بالانتقال المكشوف تارة من العراق إلى سوريا، وتارة أخرى من سوريا إلى ليبيا وغيرها بينما الأقمار الصناعية للغرب وأجهزة استخباراته ترصد "دبة النملة" هنا وهناك.

هناك للأسف من لا يريدون لدولنا العربية أن تستعيد استقرارها وتقف على قدميها، ولا يرضيهم إلا أن تسقط وتركع وتخضع لحكم جماعة الإخوان والدواعش وهو ما رفضه الشعب المصري بصورة حاسمة في 30 يونيو 2013.
الجريدة الرسمية